أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن "المراكز والمناصب ليست غاية بل وسيلة لتحقيق الهدف"، داعياً المحافظين في جميع المحافظات اللبنانية الثماني إلى "تطبيق القانون والعمل بجدية على محاربة الفساد بعيداً عن الضغوطات وبغض النظر عن الانتماءات الطائفية والمذهبية والحزبية". وأضاف: "إننا إلى جانبكم لمساعدتكم، لكن عليكم أنتم القيام بواجبكم المنصوص عليه في القوانين، والتحلي بالأخلاق في أي وظيفة كانت"، مشدداً على أهمية "أن يقوم كل شخص في موقعه بما يرضي ضميره ويخدم المصلحة العامة".جاءت هذه التصريحات خلال استقبال الرئيس عون في قصر بعبدا وزير الداخلية أحمد الحجار على رأس وفد من المحافظين، الذين جاؤوا لتهنئته بانتخابه رئيساً للجمهورية. ضم الوفد كلاً من محافظي بيروت القاضي مروان عبود، ومحافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، ومحافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة، ومحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، ومحافظة النبطية الدكتورة هويدا الترك، ومحافظ الجنوب منصور ضو، ومحافظ عكار عماد اللبكي، ومحافظ الشمال رمزي نهرا.في مستهل اللقاء، شكر الوزير الحجار الرئيس عون على استقباله والوفد المرافق، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يزور فيها المحافظون الرئيس عون، وقال: "إن التحدي الأول بالنسبة لنا هو الانتخابات البلدية والاختيارية التي ستبدأ في الرابع من أيار، وقد وجهنا دعوة لمحافظة جبل لبنان قبل الرابع من نيسان، وسوف نبدأ تباعاً متابعة التحضيرات للأوضاع المتعلقة بهذه الانتخابات".أضاف الوزير الحجار: "بتوجيهات فخامتكم، أصررنا على إجراء الانتخابات في موعدها كأول رسالة إيجابية من العهد للمجتمعين الداخلي والخارجي بالالتزام واحترام الاستحقاقات الدستورية". وذكر أنه تم توجيه دعوات لحضور مجالس الأمن الفرعية في طرابلس وعكار، وتم اطلاع الحضور على توجيهات فخامة الرئيس، بما يخص العمل على قاعدة المحاسبة ومحاربة الفساد وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين.وأشار الحجار إلى حل بعض الأمور الإدارية والمالية في محافظة بيروت، بما في ذلك حل قضية هيئة إدارة السير، وأضاف أنه يتواصل بشكل دائم مع المحافظين في لبنان الجنوبي وخصوصاً في المناطق التي تواجه تحديات مثل النزوح السوري.من جهته، رحب الرئيس عون بالوفد، مؤكداً على "أهمية دور المحافظين ورؤساء البلديات" مشيراً إلى أن "التفاوت في مستوى الخدمات البلدية يعود إلى عمل رئيس البلدية نفسه ومدى حرصه على مصلحة بلديته"، موضحاً أن "المناصب ليست هدفاً بل وسيلة لتحقيق غاية أكبر، وهي محاربة الفساد وتطبيق الإصلاحات". وأضاف: "يجب على كل مسؤول أن يلتزم بالقانون ويعمل بعيداً عن الضغوط السياسية والطائفية، وأكد أن من حق كل لبناني العيش بكرامة في بيئة خالية من الفساد".وأثناء الحوار، شدد الرئيس عون على "أهمية التحلي بالأخلاق في أي وظيفة"، ودعا إلى "الإضاءة على الإيجابيات في القضايا الوطنية الداخلية بدلاً من التركيز فقط على السلبيات".وفي سياق متصل، استقبل الرئيس عون رئيسة "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" الوزيرة والنائبة السابقة بهية الحريري، مع وفد من المؤسسة. وقدمت الحريري عرضاً تحليلياً لخطاب القسم الذي ألقاه الرئيس عون، والذي استعرض الواقع اللبناني وما واجهه من أزمات خلال الشغور الرئاسي وتشكيل الحكومة.كما استقبل الرئيس عون رئيس أكاديمية "إيركاد" العالمية في مجال الجراحة الروبوتية، الدكتور جاك ماريسك، وأكد دعمه لهذه المبادرة التي تؤكد دور لبنان كمركز إقليمي للسياحة الاستشفائية والجراحة المتقدمة.وتابع الرئيس عون لقاءاته مع الوزير السابق رشيد درباس حيث تم تداول الأوضاع العامة والواقع القضائي في لبنان وحاجات منطقة الشمال، وخاصة مدينة طرابلس.