""في ضوء التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة، يسلّط الصحافي والمحلل السياسي جورج علم الضوء على آخر المستجدات في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، خاصة بعد القمة التي عقدت في شباط بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي كانت بداية تفاهم كبير حول الملفات الإقليمية، ومن ثم بدأت بعض هذه الملفات تأخذ طريقها نحو التنفيذ، فعلى سبيل المثال، كان الرئيس ترامب قد صرّح سابقًا بأنه سيهجر سكان غزة ويحول القطاع إلى ما يشبه "ريفيرا الشرق الأوسط"، ثم عاد ليحذر حركة حماس من عدم إطلاق سراح الرهائن، مهددًا بتحويل غزة إلى جهنم، ويبدو أن هذه القرارات بدأت تُنفذ بالفعل، مع تجدد الحرب الإسرائيلية على غزة وتهجير السكان، بالإضافة إلى الحديث عن إمكانية تحويل أرض الصومال إلى خيار للغزيين بهدف تهجيرهم سواء طوعًا أو قسرًا".أما بالنسبة للوضع في لبنان، يشير علم إلى أن "العناوين الرئيسية بدأت تتضح أكثر على عدة صُعد، فهناك زيار مرتقبة لنائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس إلى بيروت، من أجل ترتيب الملفات العالقة بين لبنان وإسرائيل، لكن هناك خوف من أن يتضمن جدول أعمال هذه الزيارة أمور تتعارض مع المواقف اللبنانية".ويؤكّد أن "لبنان متمسك بتنفيذ وقف إطلاق النار الذي تم التفاهم عليه برعاية أميركية، والذي تم تمديده حتى تاريخ 18 شباط الماضي، لكن هذا الاتفاق لم يتم تنفيذه إلا من قبل الجانب اللبناني، الذي يطالب بوضع اتفاقية الهدنة الموقعة في عام 1949 تحت إشراف الأمم المتحدة، والتي تعترف بحدود لبنان مع إسرائيل، كما يتمسك بتنفيذ القرار 1701، مع التأكيد على رفض أي حوار مباشر مع إسرائيل، لأن ذلك قد يؤدي إلى التطبيع، وهو أمر يرفضه الجميع."ويلفت إلى أن "المشهد مقلق جدًا، حيث أصبح الدور الفرنسي والأوروبي ضعيفًا أمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهناك أزمة حقيقية بين أوروبا والولايات المتحدة حول العديد من الملفات، أبرزها السلام في أوكرانيا وزيادة التعرفة الجمركية على البضائع الأوروبية، هذا التباعد بين الجانبين أضعف دور فرنسا والاتحاد الأوروبي في ملفات الشرق الأوسط، سواء فيما يتعلق بلبنان أو غزة، لذلك نحن اليوم نعيش في "العصر الأميركي"، وهو ما يثير تساؤلات كبيرة حول كيفية مواجهة لبنان لهذا الوضع".ويعتقد علم أن "لبنان قد يضطر إلى فتح حوار جدي مع إسرائيل، رغم كل المعارضات الداخلية، في حال استمر العدوان الإسرائيلي على لبنان"، مؤكدًا أن "استمرار العدوان يعني فشل العهد، الذي لن يتمكن من تحقيق الإصلاحات في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية والاعتداءات المتواصلة، هذا الأمر سيعيق أيضًا قدرة العهد على تنفيذ ما ورد في خطاب القسم، مما يخلق مأزقًا كبيرًا للعهد وللشعب اللبناني".