بانتظار الردّ الإسرائيلي، المؤكدّ أنّ ظروف وقف اطلاق النار لم تُحسم بعد. يتمسك لبنان بنقاطه الجوهرية، بينما تبدأ إسرائيل بجولة عنف جديدة بقصفها الضاحية الجنوبية، وهجمات جوية وبرية وقصف مدفعي على مناطق جنوبية متفرقة، وسط معارك محتدمة جنوباً في محاولات من قبل حزب الله التصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة.
وإستأنف الطيران الحربي الإسرائيلي منذ فجر اليوم الخميس، شن غاراته على الضاحية الجنوبية، وسط تحليق منخفض جدا لمسيّرة معادية فوق أجوائها. ثلاث غارات استهدفت حارة حريك وتسببت بتدمير عدد من المباني، بعد تهديد وجهه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بوجوب اخلاء مبانٍ محددة في الخرائط، وبعد ساعات على مغادرة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب، إذ توقف القصف على الضاحية أثناء وجوده في لبنان.غارات عنيفةوفي صور، وجه أدرعي تحذيرا جديدا لاخلاء مبان في صور، وتحديداً في الحوش وبرج الشمالي والمعشوق، ليقوم الطيران الإسرائيلي بعدها بتنفيذ غارة على محلة الحوش.
وفي الزهراني، شن الطيران الحربي غارة على بلدة انصارية. ومنذ الليل وحتى صباح اليوم، قصفت مدفعة الجيش الإسرائيلي مناطق عدة في بلدة الخيام، وتفجيرات كبيرة ضمن خطة توغله والتقدّم في البلدة، وسط غطاء ناري كثيف من الرشاشات الثقيلة والمتوسطة والقذائف المدفعية الثقيلة.
وسجل ليلاً عدوان على منازل مأهولة بالسكان في ابل السقي، مما أدى إلى استشهاد سيدة واصابة زوجها بجروح بليغة. أما في بلدة الماري، فقد قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي البلدة بثلاث قذائف، مسببة أضرارَ جسيمة في المنزل من دون وقوع إصابات، وهي المرة الأولى التي تتعرض فيها البلدة لقصف بشكل مباشر.وقد ارتفع عدد الشهداء جراء الغارات الإسرائيلية على بلدة معركة بصور الليلة الماضية إلى 6 شهداء و36 مصاباً.
اتصالات مشبوهةجنوباً أيضاً، وتحديداً في مدينة صيدا وضواحيها، عاش الاهالي فجراً حالًا من الخوف على اثر تلقي عدد من المواطنين اتصالات تنذرهم بإخلاء المباني التي يقطنونها والابتعاد عنها مسافة خمسمئة متر ولا سيما مدينة صيدا، عبرا، سيروب، جادة نبيه بري وحارة صيدا وبلدتي مغدوشة وعنقون. وسجل في محيط عبرا وحارة صيدا اطلاق رصاص بعيد الساعة الرابعة فجرا وتسبب الأمر بإحداث حال من الخوف والهلع والبلبلة في صفوف المواطنين وخصوصا الذين تلقوا هذه الاتصالات ما اضطر العديد منهم إلى اخلاء منازلهم. وافيد لاحقا، انه من المرجح أن تكون هذه الاتصالات كاذبة.توغل إسرائيلفي المقابل، تتواصل المواجهات في الأحياء الشرقية لمدينة الخيام، حيث تكثف قوات الاحتلال محاولاتها لتحقيق اختراق في وسط المدينة. وبدأت عمليات حزب الله ضد القوات الإسرائيلية المتجمعة في الأطراف الشرقية للبلدة منذ ساعات الصباح الأولى حيث حاولت القوات الإسرائيلية التقدم نحو نبع إبل السقي في محاولة لدخول الخيام من الجهة الشمالية.
وبعد استهداف القوات الإسرائيلية بصلية صاروخية، كثف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته الجوية وقصفه المدفعي على المدينة.
وأعلن حزب الله في سلسلة بيانات عن استهداف تجمع لقوات الجيش الإسرائيلي شرقي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخيّة، وكذلك تجمع عند بوابة العمرا جنوبي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخيّة. وفي بيان اخر، أعلن حزب الله عن استهداف تجمع للجيش الإسرائيلي في موقع هضبة العجل شمالي مستوطنة كفاريوفال، بصلية صاروخيّة.زيارة هوكشتاينتوازياً، وعلى صعيد استكمال المفاوضات، يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اجتماعًا مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، بعد ظهر اليوم، لاطلاعه على نتائج محادثاته الأخيرة في بيروت. ومن المفترض أن تشمل لقاءات هوكشتاين ايضاً، وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. وعن أجواء الزيارة لفتت القناة 14 الإسرائيلية، المقربة من نتنياهو، إلى أنّ نقطة الخلاف الرئيسية هي حرية حركة الجيش الإسرائيلي على أي انتهاك للاتفاق من قبل حزب الله. ونقلت القناة 14 عن مسؤول سياسي إنه من المرجح ألا يتم الإعلان عن أي اتفاق خلال زيارة هوكشتاين الى إسرائيل، لكن هناك "تفاؤلا حذرا" بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب خلال أسبوع تقريبا.القناة إعتبرت أنّه "من ناحية، تم الاتفاق على حوالى 80 إلى 90 بالمئة من النقاط بين الطرفين، لكن النقطة الرئيسية التي لم يتم الاتفاق عليها هي حرية الجيش الإسرائيلي في حرية الحركة". ورأت بانه قد يكون ما سيحدث في النهاية، هو أن الأطراف لن تتوصل إلى وقف رسمي لإطلاق النار، لكن إسرائيل ستعلن أنها تحتفظ بالحق في حرية الحركة ضد أي انتهاك من جانب حزب الله، والحزب سيعلن أنه لا يعترف بهذا الحق، لكن القتال في لبنان سيتوقف عملياً.