أطلقت روسيا اليوم الخميس، صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، للمرة الأولى، في هجوم على مدينة دنيبرو، واستهدفت منشآت حيوية، بحسب سلاح الجو الأوكراني الذي أوضح أن الصاروخ أطلق من منطقة أستراخان، في روسيا الاتحادية.
وقالت وكالة "فرانس برس" إن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها موسكو هذا السلاح، منذ بداية حربها مع أوكرانيا عام 2022، وأن الصاروخ الذي ضُرب والمصمم لحمل رؤوس حربية تقليدية ونووية على حد سواء، ويمكنه ضرب أهداف تبعد آلاف الكيلومترات، لم يكن يحمل شحنة نووية.
في المقابل، رفض الكرملين الخميس التعليق على اتهام أوكرانيا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إيجاز صحافي: "ليس لديَّ ما أقوله حول ذلك".
وكانت أوكرانيا قد ضربت أهدافاً داخل روسيا، أمس الأربعاء، بصواريخ "ستورم شادو" التي زودتها بها بريطانيا للمرة الأولى، بعد ساعات معدودة على ضرب أهداف آخرى، بصواريخ أميركية.
لا هجوم نووي
وفي السياق، أفاد الكرملين بأنه يبذل "جهوداً قصوى" لتجنب صراع نووي، داعياً الدول الأخرى إلى التخلي عن الاستفزازات واتخاذ موقف مسؤول لمنع نشوب صراع نووي.
وقال بيسكوف: "أكدنا في سياق عقيدتنا النووية، أن روسيا تتخذ موقفاً مسؤولاً لبذل جهود قصوى لعدم السماح بنشوب صراع مماثل".
وأتى كلام بيسكوف، رداً على تصريح لممثل القيادة الاستراتيجية في البنتاغون الأدميرال توماس بيوكانن، قال فيه إن بلاده "تقر بإمكانية تبادل الضربات النووية، إذا لم يبقى لدى الولايات المتحدة احتياطي في ترسانتها النووية يسمح لها بالهيمنة"، داعيا الولايات المتحدة وروسيا والصين وكوريا الشمالية إلى إجراء محادثات لتجنب نشوب حرب نووية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصدر الثلاثاء الماضي، مرسوماً بالمصادقة على العقيدة النووية الروسية المحدثة، والتي تؤكد احتفاظ روسيا بحق استخدام الأسلحة النووية رداً على أي استخدام لأسلحة دمار شامل ضدها أو ضد حلفائها. كما تنص الوثيقة كذلك، على أن أي عدوان على روسيا أو حلفائها من قبل دولة غير نووية، بدعم من دولة نووية، سيُعذّ هجوماً مشتركاً.
وكان الرئيس بوتين قد صرح في وقت سابق بأن دول "الناتو"، بمناقشتها السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى، تناقش مشاركتها الفعلية بشكل مباشر في الصراع بأوكرانيا.
قاعدة أميركية في بولندا
في المقابل، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن افتتاح قاعدة الدفاع الصاروخي الأميركية في بولندا، سيؤجج المخاطر النووية، وأنها أصبحت بين الأهداف ذات الأولوية للجيش الروسي.
وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحافي اليوم الخميس: "هذه خطوة استفزازية صريحة جديدة على الصعيد الاستراتيجي، في سلسلة الإجراءات المزعزعة للاستقرار التي يتبناها الأميركيون وحلفاؤهم في الناتو، وتؤدي إلى تقويض الاستقرار الاستراتيجي وتأجيج المخاطر الاستراتيجية، وبالتالي رفع سقف الخطر النووي".
وأضافت "بالنظر إلى طبيعة ومستوى التهديدات الناجمة عن هذا النوع من المواقع العسكرية الغربية، فإن قاعدة الدفاع الصاروخي في بولندا، أضيفت منذ فترة طويلة إلى قائمة الأهداف ذات الأولوية المرشحة للتدمير من قبل القوات الروسية، بمجموعة واسعة من أحدث الأسلحة، إذا لزم الأمر".
وافتتحت قاعدة "إيجيس" الأميركية للدفاع الصاروخي، في 13 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في بلدة ريدزيكوفو شمالي بولندا، على بعد 165 كيلومتراً من الحدود مع روسيا.