نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، عن مسؤول كبير في البنتاغون، أن غارة إسرائيلية حديثة في سوريا، قتلت قيادياً كبيراً في حزب الله، ساعد في التخطيط لإحدى أكثر الهجمات جرأة وتطوراً على القوات الأميركية في العراق، في العام 2007.
علي دقدوق
وبحسب الشبكة، فإن القيادي هو علي موسى دقدوق، الذي اعتقلته القوات الأميركية في العام 2007، بعد غارة نفّذتها ضد مسلحين قتلوا خمس جنود أميركيين بعد تنكرهم على هيئة فريق أمني أميركي، إلا أن الحكومة العراقية أطلقت سراحه في وقت لاحق.
وقال المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأميركية إنه لم يتضح على الفور متى وأين وقعت الغارة في سوريا، وما إذا كانت استهدفت دقدوق على وجه التحديد، كما لم تتوفر لدى الشبكة تفاصيل كثيرة عن الغارة الإسرائيلية.
غارة السيد زينب
وقبل أسبوعين، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني لبناني قوله إن دقدوق، المسؤول عن "ملف الجولان" في حزب الله، أصيب جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة السيدة زينب، جنوب العاصمة دمشق.
واستهدفت الغارة مبنى "تقطنه عائلات لبنانية وعناصر من حزب الله"، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم قيادي آخر من الحزب، وفق الوكالة، في حين أكد المصدر أن دقدوق أصيب لكنه لم يُقتل.
وحينها، وعقب الغارة بدقائق، قالت مصادر لـ"المدن"، إن الغارة الإسرائيلية استهدفت شقة سكنية ضمن بناء سكني في السيدة زينب، مشيرةً إلى أن المعلومات الأولية تفيد باغتيال شخصية كبيرة مرتبطة بـ"حزب الله"، وسط أنباء عن مقتله مع آخرين.
دقدوق وملف الجولان
وفي العام 2019، كشفت إسرائيل النقاب عن وحدة "ملف الجولان"، أنشأها حزب الله في سوريا، قرب منطقة الجولان السوري المحتل، وسلّم دقدوق مسؤولية قيادتها. وحسب إعلام عبري، "كان من المفترض أن تعمل الوحدة كفرع لجمع المعلومات الاستخباراتية، وتجنب الكشف عنها من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي، وشن الهجمات عندما تكون جاهزة".
وكان دقدوق قد ساعد في كانون الثاني/يناير 2007، على التخطيط لهجوم على مجمع عسكري-عراقي في منطقة كربلاء. وفي تفاصيل الهجوم، تقول "إن بي سي" نيوز، إن مجموعة رجال متنكرين في هيئة فريق أمني عسكري أميركي، ويرتدون ملابس قتالية أميركية، ويحملون أسلحة أميركية، وبعضهم يتحدث الإنجليزية، دخلوا إلى مبنى يضم نحو 20 جندياً أميركياَ في المجمع.
وتمكن حينها المهاجمون من قتل جندي أميركي بعد تمكنهم من الدخول لمدخل المبنى باستخدام القنابل اليدوية والمتفجرات. وبمجرد دخولهم المبنى، أسر المسلحون جنديين أميركيين داخله واثنين آخرين خارجه، قبل أن يلوذوا بالفرار في سيارات رباعية الدفع كانت تنتظرهم. وبعد ملاحقتهم من مروحيات أميركية، أطلقوا النار على الأسرى الأميركيين الأربعة وقتلوهم في وقت ما أثناء الهروب.
وتمكنت القوات الأميركية من اعتقال دقدوق في آذار/مارس 2007، واعترف خلال التحقيق بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من "فيلق القدس". وسلمته للقوات العراقية في كانون الأول/ديسمبر 2011، إلا أن الحكومة العراقية أطلقت سراحه في 2012، "لنقص الأدلة".