على خط سير المفاوضات التي لم يصدر عنها بعد أي تقدم، سوى التصعيد الإسرائيلي العنيف على لبنان، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية جواً من "التفاؤل الحذر" بشأن التوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل، مشيرة إلى أنّه جرى "حل 80% من المشكلات"، بينما بقيت نقاط الخلاف المركزية المتعلقة بحق إسرائيل في التحرك العسكري ضد أيّ خرق للاتفاق والتدخل الأميركي في مراقبة تطبيقه.لقاء أميركي مع هاليفيوكان قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي مايكل إريك كوريلا، قد زار أمس الجمعة إسرائيل، والتقى برئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي. ‏الطرفان بحثا في التقييم المشترك للاوضاع، وتمحور اللقاء حول القضايا الأمنية الاستراتيجية مع التركيز على لبنان. وهو ما تم بحثه أيضاً في محادثة هاتفية جرت اليوم بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وذكرت وزارة الدفاع في بيان أنّ أوستن "شدد على أهمية ضمان سلامة وأمن القوات المسلحة اللبنانية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل".
من جهته أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية أن إسرائيل ستواصل العمل بحزم ضد حزب الله، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان أمن الحدود الشمالية وتعزيز الاستقرار في المنطقة. يأتي ذلك توازياً مع تصريحات كاتس التي رحبت "بالجهود الأميركية لتسهيل التهدئة في لبنان"، مؤكداً "التزام إسرائيل باستعادة الأمن في شمال البلاد، مما يتيح لسكان المنطقة العودة إلى منازلهم".
وبدا لافتاً التعليق الذي صدر اليوم عن مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني، الذي قال "أننا نسمع أخباراً جيدة وستحل المشكلات في المنطقة"، مضيفاً أنّ "إيران مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن البرنامج النووي وعدم إنتاج أسلحة نووية".عودة هوكشتاينوبالعودة إلى تقرير "هآرتس"، ذكرت الصحيفة أنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيعود إلى الشرق الأوسط إذا رأى أنَّ هناك فرصة حقيقية في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و حزب الله، مشيرة إلى أنّ هوكشتاين "ماطل إلى ما بعد الإنتخابات الأميركية لبحث ملف تسوية لبنان، لكنه حسم رأيه في النهاية وجاء إلى بيروت ثم انتقل إلى إسرائيل لبحث الملف".
واعتبرت الصحيفة أن "التقديرات في إسرائيل أكثر حذراً، وتتوقع استمرار الاتصالات لبعض الوقت، على الرغم من التوجه الإيجابي، ومن المحتمل أن يُتفق في المرحلة الأولى على وقف إطلاق للنار مدة 60 يوماً، يجري خلالها محاولة التوصل إلى اتفاقات مُلزمة وبعيدة الأمد".فصل الجبهاتوعما تريد إسرائيل تحقيقه، فضلاً عن وقف القتال في لبنان، أشارت الصحيفة إلى "فصل الساحتين الأساسيتين للحرب، لبنان وغزة"، وتابعت: "مثل هذه الخطوة ستسمح للجيش الإسرائيلي بتقليص نشر قواته في الشمال والتركيز على إعادة الإعمار والاستعدادات الأمنية للوضع الجديد هناك، في الوقت الذي لا تزال الحرب مستمرة في الجنوب".
الصحيفة تحدثت عن الدور الإيراني، وأردفت أنّ "اللاعب المهم من وراء الكواليس هو إيران"، مشيرة إلى أنّه "قبل مجيء هوكشتاين، وصل إلى بيروت موفد آخر هو المسؤول الإيراني علي لاريجاني... لقد أجرت إيران حساباً واسع النطاق من خلال نظرة إلى الأمام، قبيل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. لهذا يتخوف الإيرانيون من خط أميركي أكثر تشدداً بزعامة ترامب، وهم يريدون التوصل إلى اتفاق يخفّف العقوبات المفروضة على اقتصادهم الضعيف، ويزيل تهديد هجوم عسكري عليهم، في مقابل وقف تقدّم المشروع النووي".شرط لحزب اللهمن جهتها، نقلت القناة 12 الاسرائيلية عن مسؤولين في إسرائيل اعرابهم عن تفاؤلهم بعد زيارة هوكشتاين لوقف اطلاق النار في لبنان، وبحسب بعض المصادر التي نقلت للقناة فإن "الوسيط الاميركي كان واضحاً جداً مع اللبنانيين ومن خلالهم وضع شرطاً لحزب الله مما مهد لاتفاقات شبه نهائية".منطقة عازلةوفي الإعلام الإسرائيلي نقرأ المزيد من التقارير عن جهود التوصل إلى إتفاق مع لبنان. ومن جهته أشار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا، عاموس يدلين، إلى وجود "فرصة كبيرة للتسوية"، مُعرباً عن اعتقاده بأن هناك فرقاً كبيراً بين قطاع غزة ولبنان، "فلا يوجد مخطوفون في لبنان، والمفاوضات نجريها مع حكومة شرعية".
وقال اللواء احتياط حيزي نحما، وهو من المبادرين لمنتدى قادة ومقاتلي الاحتياط: "نحن نسمع إشاعات في الأيام الماضية عن التسوية التي تتبلور، لكن لا يمكننا أن نصحو ذات يوم لنجد السكان الشيعة اللبنانيين يعودون إلى قراهم التي تبعد 200 متر عن السياج الحدودي ويعود معهم مخربو حزب الله، ويبدؤون بالتخطيط للمذبحة القادمة". ولمنع ذلك قال المسؤول الإسرائيلي إنّ "الأمر الوحيد الذي يمنع ذلك هو منطقة عازلة لا يعود سكان الجنوب اللبناني إليها حتى تتولى الدولة اللبنانية المسؤولية".