في تصريحٍ لافت، وغُداة الهجوم الثاني من قبل حزب الله على تلّ أبيب، الذي يحاول -وفق ما يُشير المراقبون- تكريس المعادلة القائمة على "بيروت مقابل تلّ أبيب"، ادعى زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيليّ، الوزير السّابق بيني غانتس، أنّ "الحكومة اللّبنانيّة تطلق يدّ حزب الله"، مضيفًا "حان الوقت للعمل بقوّة ضدّ أصولها". ويأتي هذا التصريح متناقضًا لما جاء في أنباء هيئة البثّ الإسرائيليّة، الّتي قالت نقلًا عن مصادر مطلعة، إن رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو يعقد مساء اليوم مشاوراتٍ أمنيّة بشأن التّوصل إلى تسويةٍ في لبنان.وبالتوازي، قال مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، إن "مسؤولين عسكريين يدرسون خيارات مختلفة للرد على إسرائيل وهذا يتطلب دقة وسرية". مضيفًا: "حزب الله قوي في الدفاع عن لبنان والمنطقة، ومسؤولو لبنان يراعون ذلك في المفاوضات. وهو يصنع الصواريخ بنفسه واستبعاده من معادلات لبنان السياسية غير مطروح".
والتصعيد الميدانيّ والسّياسيّ، تزامن مع استئناف سلاح الجوّ الإسرائيليّ لغاراته الجويّة على الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، وتحديدًا منطقتي الحدث وبرج البراجنة، فضلًا عن الغارات العنيفة والمكثّفة جنوبًا وبقاعًا، فيما يستمر الحزب بتكثيف ضرباته على مقلب الحدود اللّبنانيّة مستهدفًا المدن والمستوطنات في شمال ووسط إسرائيل، حيث أفادت القناة 14 الإسرائيليّة، عن "250 عملية إطلاق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل منذ منتصف الليل"..غارات مستمرةوشهد جنوب لبنان اليوم سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي مكثف من قبل الطيران الحربي والمدفعية الإسرائيلية، استهدفت عدة مناطق وأهداف مدنية. في بلدة الخرايب، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين متتاليتين. وفي وقت لاحق، شنّ الطيران غارة أخرى استهدفت طريق البرج بين بلدتي كفرتبنيت وأرنون. كما تمّ تسجيل غارة إضافية على بلدة البياضة. وفي سياق متصل، شنت المدفعية الإسرائيلية قصفًا عنيفًا صباح اليوم طال بلدات يحمر الشقيف، الجبل الأحمر بين حاروف وشوكين، وزبدين. كما أغارت الطائرات على أرنون، كفرتبنيت، حرش علي الطاهر، ومحيط قلعة الشقيف، بالإضافة إلى مناطق على طول مجرى نهر الليطاني بين زوطر وديرسريان، وبين شوكين وميفدون، وأطراف كفرصير. وفي إقليم التفاح، نفذت ثلاث غارات على بلدة عين قانا، بينما استهدفت غارات أخرى بلدة البياضة في قضاء صور.
بقاعًا، استهدفت إحدى الغارات المنطقة الواقعة بين بوداي والعلاق، تحديدًا في محلة الزعرورية، وأفادت المعلومات بوقوع مجزرة في بلدة بوداي. كما شنّ الطيران الحربي الإسرائيليّ غارات على بلدة بدنايل في بعلبك-الهرمل وأخرى على قصرنبا، مستهدفًا كراجات تابعة لمحال تجارية سبق أن تعرضت لغارات بالطائرات المسيرة قبل أكثر من شهر.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية أن غارة على طريق بوداي - السعيدة في محافظة بعلبك-الهرمل أدت إلى سقوط شهيدين وإصابة شخص بجروح. التصعيد الإسرائيلي في المنطقة يثير قلقًا متزايدًا حول تداعياته الإنسانية والأمنية، خاصة مع استهداف البنية التحتية والمناطق السكنية.ضربات الحزبوأعلن الجيش الإسرائيليّ، ظهر اليوم، أن "حزب الله أطلق 160 صاروخًا تجاه إسرائيل". ووفقًا للإعلام الإسرائيليّ، سقطت صواريخ في عدة مناطق، منها بتاح تكفا وهرتسليا قرب تل أبيب، بالإضافة إلى إصابة مباشرة لبيت في بتاح تكفا وأخرى في حيفا. وأفادت التقارير بإصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة في تل أبيب نتيجة اندلاع حريق.
كما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة 10 أشخاص آخرين في مناطق نهاريا، حيفا، وبتاح تكفا. من جهة أخرى، وصف موقع عبري الأوضاع بأنها "يوم صعب في شمال البلاد"، مشيرًا إلى كثافة إطلاق الصواريخ والإنذارات المتواصلة. وأضافت هيئة البث الإسرائيليّة أن "حزب الله يُظهر لأنصاره أن معادلة الأمين العام نعيم قاسم لا تزال قائمة، ضربة في قلب بيروت تعادل ضربة في تلّ أبيب". في سياقٍ متصل، أفاد الجيش الإسرائيلي صباح اليوم بدوي صفارات الإنذار في شمال ووسط إسرائيل، بما في ذلك رأس الناقورة وبلدات الجليل، إثر الاشتباه في تسلل طائرات مسيرة من لبنان. وذكر الجيش أنه تمكن لاحقًا من اعتراض مسيرتين.
وأعلن حزب الله تنفيذ سلسلة هجمات صاروخيّة استهدفت مواقع إسرائيليّة، بينها قاعدة داوود (قيادة المنطقة الشماليّة)، قاعدة ميشار (الاستخبارات الشماليّة)، ومستوطنتي كفار بلوم وعمير، إضافة إلى مستوطنات سعسع وميرون.