في الوقت، الذي تطغى أجواء التفاؤل الحذر بقرب تسوية وقف إطلاق النار على المشهد اللّبنانيّ في السّاعات أو الأيام القليلة المقبلة على ما تُشير التصريحات والأنباء الإسرائيليّة والدوليّة، وبالرغم من تضارب الأنباء وتأرجحها، تتواصل الاعتداءات الإسرائيليّة على الأراضي اللّبنانيّة وتحديدًا في الجنوب وضاحيّة بيروت، في وقتٍ استأنف فيه الحزب ضرباته على المستوطنات الشماليّة. مع الإشارة إلى تراجعٍ ملحوظ في مستوى العمليات، غداة ظهور التسريبات بإعلانٍ مرتقب لوقف إطلاق النار.اقتراب إعلان للتسوية؟وفي آخر التصريحات الإسرائيليّة نقلت إذاعة الجيش الإسرائيليّ عن مصادر مطلعة قولها إنّ تلّ أبيب تقترب من تحقيق تسويةٍ في لبنان وإن الجيش يؤيد البنود التي تمّت صياغتها، ومن ناحيةٍ أخرى، قالت هيئة البثّ الإسرائيليّة إنّه جرى رفع حالة التأهب لدى سلاح الجوّ والدفاعات الجويّة قبل التّوصل إلى اتفاق تسويةٍ مع لبنان.
من جهتها، نقلت القناة 7 الإسرائيليّة عن مسؤولٍ سياسيّ، أن "الحرب لم تنته ووقف إطلاق النار سيتمّ اختباره في الميدان". هذا وزعمت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، نقلًا عن مسؤول إسرائيليّ، أن "حرية إسرائيل في التصرف في لبنان مضمونة بموجب ضمانات أميركيّة". في وقت سابق، أوضحت هيئة البث الإسرائيلية، أنه "من المتوقع التصديق غدًا على اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله بضغط من القيادة العسكريّة". من جانبها، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو قد يعرض اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان على الإسرائيليين غدًا". وفي هذا السّياق، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن نتنياهو أعرب عن استياء وقلق من تعرض اتفاق وقف إطلاق النار لانتقادات يمينية ومن بعض أعضاء الليكود، وأشارت تقارير إسرائيليّة لكون نتنياهو يجري في هذه الأثناء اتصالات مكثّفة مع الأطراف المعارضة ضمن حكومته لحثّهم على الموافقة على التسوية.
لبنانيًّا، نقلت وكالة رويترز، عن 4 مصادر لبنانيّة رفيعة المستوى قولهم "نتوقع أن يعلن بايدن وماكرون عن وقف إطلاق النار في لبنان في غضون 36 ساعة".غارات مستمرةفي المستجدّات الميدانيّة، استهدفت غارتان اسرائيليتان متتاليتان منطقتي حارة حريك وبئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء اليوم الإثنين، وجاءت الغارات بعد إنذار وجهه الجيش الإسرائيليّ. وبعد الظهر تجدّدت الانذارات لسكّان الغبيري والحدث وحارة حريك. أما عصر اليوم، فاستهدف الطيران المعادي ساحة الغبيري بالقرب من محال عبد طحان والطيونة والسانت تيريز - الحدت. واستهدف بغارةٍ عنيفة جدًا مبنى في منطقة الطيونة، وقد سمعت أصداؤها في العاصمة بيروت.
وهزّت غارةٌ إسرائيليّة منطقة الأمراء في الشويفات قرب السّرايا الإرسلانيّة. وأفيد بأنّ مسيّرةً استهدفت مجمعًا سكنيًّا في حيّ الميدان في مدينة الشويفات، على مقربة من مستشفى كمال جنبلاط. ويشار إلى أن هذا الاستهداف لم يردّ في الانذارات الّتي وجهها الجيش الإسرائيليّ سابقًا.
إلى ذلك، شهد جنوب لبنان يومًا داميًا مع تصاعد الغارات الإسرائيليّة الّتي استهدفت مناطق متعدّدة، مسفرةً عن مقتل ما لا يقلّ عن 25 شخصًا، وجرح العشرات. وتركزت الضربات على مدينة صور وضواحيها، حيث استهدفت دراجة نارية قرب مصرف لبنان، وبلدات مثل البازورية، الغازية، وعين بعال، بالإضافة إلى بلدة معركة الّتي سجلت تسعة شهداء. وأصدر الجيش الإسرائيليّ بيانًا دعا فيه سكان مناطق جنوبية محددة، مثل حلتا، لإخلاء منازلهم فورًا والانتقال شمال نهر الأوليّ، مبررًا ذلك بـ"نشاطات حزب الله". هذا واستهدفت الغارات الإسرائيليّة منازل ومناطق سكنية في بلدات مثل جناتا ويحمر الشقيف، كما أفيد عن تفجيرات استهدفت مواقع أثرية مثل قلعة شمع التاريخية. أما في بلدة الغازية، أسفرت الغارات عن مقتل طفلين سوريين وإصابة أفراد عائلة واحدة بحالات خطرة.
واستهدف الطيران الإسرائيليّ مناطق واسعة في البقاع، شملت النبي شيت، الهرمل، وبعلبك، حيث دمرت غارة في النبي شيت منزلاً مخصصًا لتوزيع المساعدات، موقعة 8 شهداء. كما استهدفت غارة أخرى تلال رأس العين في بعلبك، ما أسفر عن وقوع انفجارات هزت القرى الحدودية. وامتدت الغارات إلى محيط زلايا وسهل مشغرة دون الإبلاغ عن إصابات.اشتباكات على محاور التوغّلوتصاعدت المواجهات العسكريّة بين الجيش الإسرائيليّ وعناصر حزب الله في جنوب لبنان، حيث شن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة وتفجيرات في بلدة الخيام ومحيطها، وجرى اشتباكات عنيفة وتفجيرات في الخيام وديرميماس، حيث تقدمت القوات الإسرائيلية مدعومة بدبابات ميركافا تحت غطاء من الغارات والقصف المدفعي والفوسفوري. واستهدف حزب الله عدة مواقع إسرائيلية في الخيام وديرميماس، وألحق أضرارًا بدبابتين ميركافا. كما سجلت تفجيرات إسرائيلية مكثفة في محيط مسجد الخيام وأحياء البلدة.
في المقابل، أعلن حزب الله عن استهداف عدة مواقع إسرائيلّية بالصواريخ، منها قاعدة شراغا شمالي عكا، ومعسكر الفوران في الجولان السوري المحتل، بالإضافة إلى تجمعات للجيش الإسرائيلي في مستوطنة ميرون وأفيفم والمالكية. كما استهدف الحزب دبابة ميركافا قرب بلدة شمع، مدمراً إياها بالكامل. في المقابل، أفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بسقوط شظايا صواريخ في نهاريا بالجليل الغربي، ما أدى إلى إصابة شخص وإطلاق صفارات الإنذار في المنطقة.