وجّهت شخصيات من الحزب الديمقراطي الأميركي، داخل مجلس الشيوخ، انتقادات ضد اختيار تولسي غابارد، لتولي رئاسة الاستخبارات الوطنية، بسبب اجتماعاتها السرّية مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وعلاقاتها مع روسيا وإيران.
وقبل نحو أسبوعين، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، اختيار غابارد لرئاسة الاستخبارات الوطنية.
مثيرة للريبة
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" إن أعضاء جمهوريين تصدّوا في مجلس الشيوخ، لانتقادات وجهها ديمقراطيون لتولي غابارد رئاسة الاستخبارات الوطنية، ووصفوها بأنها "مثيرة للريبة والشك"، و "حليفاً مقرباً من الكرملين وإيران".
وقالت السيناتور الديمقراطي تامي دوكوورث إن "مجتمع الاستخبارات الأميركي يعرف بأن لديها علاقات مقلقة مع أعداء أميركا، لذا فإن ما يقلقني تجاهها هو أنها لن تنجح في الفحص الأمني"، مضيفةً أن غابارد تحدثت عن رحلتها إلى سوريا في 2017، والمحادثات التي أجرتها مع الأسد.
ورد الجمهوري ماركواين مولين، على تصريحات دوكوورث، بالقول إن "من الخطأ أن تصرح بكلام سخيف ومباشر مثل الذي قالته"، مطالباً إياها بالتراجع، فيما اعتبر أن ذلك "أخطر شيء بوسعها قوله، إذ هل هناك أميركي يحمل رتبة مقدم في الجيش الأميركي وهو موضع شك وريبة وعميل لروسيا؟".
يُشار إلى أن غابارد انضمت الشهر الماضي للحزب الجمهوري، وخدمت لدى الحرس الوطني للجيش الأميركي لمدة تجاوزت العقدين، وسافرت في مهمات إلى العراق والكويت، كما حصلت على الوسام الطبي القتالي في عام 2005، وذلك "لمشاركتها في عمليات قتالية تحت نيران معادية دعماً لعملية الحرية العراقية الثالثة".
"العمالة لروسيا"
وقبل أيام، اتّهم ديمقراطيون آخرون، غابارد بالعمالة لروسيا، من دون أن يقدموا أدلة على ذلك، إذ زعمت الديمقراطية إليزابيث وارين بأن غابارد أضحت "في جيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، من دون أن تدلي بتفاصيل، حسب الوكالة.
وأعرب ديمقراطيون عن قلقهم حيال اختيار غابارد للمنصب، لأن ذلك يهدد علاقات أميركا مع حلفائها، ومن شأنه أن يتحول إلى مكسب لروسيا.
وقال النائب الديمقراطي آدم شيف، إن "المشكلة تكمن في أنه في حال عدم وثوق حلفائنا الأجانب برئيس وكالات الاستخبارات لدينا، فإنهم سيكفون عن مشاركتنا بالمعلومات".
يُذكّر أن غابارد صدّقت في العام 2022، على تبريرات روسيا لغزوها لأوكرانيا، والتي تزعم بوجود العشرات من المخابر الحيوية التي تمولها الولايات المتحدة، والتي تعمل على الخروج بأقذر أنواع الجراثيم المسببة للأمراض في العالم. بيد أن غابارد صرحت بأن كل ما فعلته هو أنها صرحت عن مخاوفها تجاه حماية تلك المخابر.
واعتبر السيناتور الجمهوري إيريك شميت أنه "من السخافة المطلقة أن توصم غابارد بالعمالة لروسيا، فقط لأن لديها آراء سياسية مختلفة"، قائلاً: "إنها لإهانة صريحة إذ لا يوجد أي دليل على أنها عملية لدولة أخرى".
من جانبه، أقر السيناتور الجمهوري جيمس لانكفورد بأن كثيراً من التساؤلات تعتريه فيما يخص غابارد، ومداولة مجلس الشيوخ لفكرة ترشيحها لرئاسة وكالات الاستخبارات، مضيفاً أنه يود أن يسأل غابارد عن لقائها بالأسد وعن بعض تصريحاتها السابقة التي تخص روسيا.