أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو بأنّ المجلس الوزاري المصغر وافق على وقف إطلاق النار في لبنان لأسباب عدة، مؤكداً "سنرد بقوة على أي محاولة من حزب الله لإعادة التسلح، كما سنحافظ على حريتنا العسكرية الكاملة في لبنان إذا تحرك حزب الله ضدنا".
نتنياهو "الهارب" من وجه العدالة الدولية قال إنّ "إسرائيل غيرت وجه الشرق الأوسط"، وأكد أنّه "يمكن أن نعود في أي لحظة إلى القتال بشكل عنيف في لبنان". وفي كلمة له بعد اجتماع الكابينت مساء اليوم الثلاثاء، أشار إلى أنّ الحرب "لن تنتهي إلا بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم"، معبراً عن فخره بـ"صمود سكان شمال إسرائيل، وملتزم بأمنهم".انجازات إسرائيلأضاف نتنياهو أنّ "انجازات الجيش الإسرائيلي حصلت في 7 جبهات، ولقد أرجعنا حزب الله عشرات السنوات إلى الوراء ودمرنا قدراتهم ودمرنا ابراج الضاحية"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل اغتالت كل قادة حزب الله" وقتلنا (الأمين العام لحزب الله) نصرالله الذي هو محور المحور".
وعن اهداف وقف النار، أشار نتنياهو إلى أهمية "فصل الساحات وعزل حماس"، وقال: "إزالة التهديد الإيراني أولوية لضمان أمن إسرائيل، وأنا مصمم على القيام بكل شيء لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي". وأردف أنّ إسرائيل ملتزمة بإعادة المختطفين في غزة إلى بيوتهم. وقال إنّ الرئيس السوري بشار الأسد "يجب أن يعلم أنّه يلعب بالنار".حيز التنفيذووافق مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر على اتفاق وقف اطلاق النار على لبنان، ولم يعلن بعد الموعد لوقف الغارات العنيفة على لبنان. وكان نتنياهو قد خرج من اجتماع الكابينيت للقاء رؤساء مجالس بلدية عدد من مدن وبلدات حدودية شمال إسرائيل.
وأفادت تقارير إسرائيلية بأنّ الإعلان عن وقف إطلاق النار قد يتم الليلة، عقب اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، فيما تحدثت معلومات أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن سيعلن عن الاتفاق مساء عقب اجتماع الكابينيت، على أن يدخل حيز التنفيذ فجر يوم غد، الأربعاء. ومن المرتقب أن يصدر الإعلان المشترك عن الولايات المتحدة وفرنسا في تمام الساعة العاشرة مساءً.غضب سكّان "الشمال"إلى ذلك، نقلت القناة الـ12 العبريّة، ردود فعل رؤساء السلطات المحلية في المستوطنات الشماليّة، الذين عبّروا عن غضبهم إزاء التقارير حول وقف إطلاق النار الوشيك بين الكيان وحزب الله. وقال إيتان دافيدي، رئيس لجنة موشاف مارجاليوت: "إن الحكومة الإسرائيلية تفعل هذه الأشياء عن علم، وتسلم سكان الشمال إلى حزب الله". وقال ديفيد أزولاي، رئيس مجلس المطلة، إنه يحث سكانها على عدم العودة - وإيجاد مكان لهم في ولاية تل أبيب. "من يقول إن أهداف الحرب قد تحققت فهو لا يقول الحقيقة. ورغم أن خطر التسلل والأنفاق قد أزيل بشكل شبه كامل، إلا أننا لا نزال تحت تهديد النيران المضادة للدبابات، وخاصة في المطلة التي تعرضت لأكثر من 450 صاروخًا العام الماضي".
‏وتساءل رئيس مجلس أبعد مستوطنة شمال الكيان: "لماذا تتجه الحكومة الأكثر يمينيّة الّتي عرفتها إسرائيل على الإطلاق إلى اتفاق استسلام مع حزب الله وتتفاوض معه؟ الحكومة الإسرائيلية مهتمة بكل شيء، ولكن ليس بكيفية إعادتنا إلى ديارنا سالمين. رئيس الوزراء قال إن ثمانين في المئة من قدرات حزب الله قد أزيلت، فما هي المشكلة في إزالة العشرين في المئة الأخرى؟"
‏رئيس بلدية كريات شمونة، أفيحاي شتيرن، تحدث أيضًا ضد الاتفاقية: "قبل التوقيع على اتفاقية الاستسلام، أدعو قادتنا إلى التوقف والتفكير في أطفال كريات شمونة. انظروا في أعينهم ولا تخاطروا ومصيرهم أن يكونوا هم الاسرى التاليين، وهذا الاتفاق يجعل شيفاه في أكتوبر أقرب إلى الشمال أيضًا، ويجب ألا يحدث هذا، لا أفهم كيف انتقلنا من النصر الكامل إلى الاستسلام الكامل".
فيما دعا أوري كيلنر، رئيس المجلس الإقليمي للجولان، الحكومة إلى إنهاء مهمة إزالة التهديد عن سكان الشمال و"عدم العودة تحت النار". وقال إنه في الوقت نفسه، يجب على الحكومة أن تستمر في تعزيز الجولان والشمال وتعزيز الاستيطان والمجتمعات.
‏وزعم أحد كبار أعضاء الليكود أن أضرار اتفاقية الاستسلام مع حزب الله هي صرخة أجيال، والجمهور لن ينسى الفوضى في الشمال. ودعا رئيس معسكر الدولة بيني غانتس رئيس الوزراء إلى تقديم الاتفاق - "حق سكان الشمال والمقاتلين ومواطني إسرائيل في المعرفة".قال رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان إن التسوية مع لبنان ستكون بمثابة استسلام لحزب الله وإضرار بأمن مستوطني الكيان.جهد دبلوماسيمن جهته، كان قد اكد وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ان محادثات وقف إطلاق النار في لبنان في مراحلها النهائية. ولفت في تصريح له، الى ان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان نتاج جهد دبلوماسي مكثف من الولايات المتحدة وشركائها مثل فرنسا.
بينما قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ "نأمل أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان إلى ضمان الأمن الكامل لسكان الشمال".
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أفادت بأن "الجيش يصعد الضغط على لبنان قبل الإعلان عن وقف لإطلاق النار"، لافتاً الى أن "الجيش يهاجم في لبنان أكبر عدد من الأهداف التي حددتها شعبة الاستخبارات العسكرية".