ساعات قليلة ويعلن لبنان رسمياً وقف اطلاق النار عليه، بعد عدوان دامٍ أسفر عن سقوط أكثر من 3850 شهيداً. ليلة حبس فيها اللبنانيون أنفاسهم حتى الفجر وإلى الدقائق الأولى لدخول وقف اطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ، حيث بدأ أهالي الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية بالعودة إلى بلداتهم.
وبدأ صباح اليوم سريان وقف اطلاق النار بعدما أعلن الرئيس الاميركي جو بايدن ان لبنان وإسرائيل يقبلان بوقف اطلاق النار، بعد ليلة كانت الأخطر على المناطق اللبنانية كافة، خصوصاً بعدما دخل عمق بيروت على خارطة الإنذار الإسرائيلية الحمراء.واليوم، ورغم تحذيرات الجيش بضرورة الانتباه من خطورة المسارعة للعودة إلى القرى والبلدات، على الرغم من أنّه لم يُسجل أي خروقات ابتداءً من الفجر، إلأ أنّ أعداد من النازحين انطلقوا الى بيوتهم، التي غادروها منذ حوالى الشهرين وأربعة أيام.جلسة مجلس الوزراءويعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الاربعاء برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في غياب وزراء "التيار الوطني الحر"، لاعلان الموافقة على وقف اطلاق النار ضمن اتفاق أميركي، ساهم بتسريع وتيرة التفاوض قبل أيام. وسيبحث مجلس الوزراء في تعزيز انتشار الجيش في الجنوب، في اطار تطبيق القرار 1701. وكان ميقاتي أعلن بالامس تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان. ودعا دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد. كما طالب "بالتزام العدو الاسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والالتزام بالقرار 1701 كاملا".تنفيذ الاتفاقوبحسب المعلومات فإنّ اللجنة الخماسية بقيادة الولايات المتحدة ستشرف على "تنفيذ عمليات انسحاب حزب الله من مناطق الجنوب على 3 مراحل تتألف كل منها من 20 يوماً، على أن تبدأ الأولى من القطاع الغربي"، وحكما ًيشكل الاشراف على "انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها في هذه المنطقة". أمّا المرحلة الثانية فتشمل الانسحاب من مناطق القطاع الاوسط، فيما تبقى المرحلة الأخيرة لتطبيق المبدأ نفسه في القطاع الشرقي.
وعليه، لن يُسمح لسكان القرى الامامية في الجنوب بالعودة فوراً إلى مناطقهم، بينما أثار مشهد عودة النازحين إلى مناطق اخرى في الجنوب حفيظة الاعلام الإسرائيلي وبعض المسوؤلين في إسرائيل، فقال رئيس مجلس مستوطنة "المطلة" دافيد أزولاي إنّ "الحكومة الإسرائيلية أبرمت اتفاقًا مخجلًا مع حزب الله، فيما تساءل الاعلام الإسرائيلي ما إذا كان مشهد النازحين من لبنان من دون عودة "النازحين" من الطرف الأخر إلى منازلهم هو "النصر المطلق"؟ ومن جانبه قال رئيس مجلس شلومي بالجليل الغربي: "لا توجد خطة حتى الآن لعودة "السكان" أو تعويضهم".تصريح هوكشتاينمن جهته، أشار المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين إلى أنّه "يجب التأكيد أن وقف إطلاق النار هو وقف دائم ينهي الأعمال العدائية، لا نريد تكرار ما حدث سنة 2006 عند انتهاء الحرب ويجب تطبيق الاتفاق كاملا"، مؤكدا أنّه "يجب تطبيق كل بنود ومبادئ القرار 1701 مع آلية للمراقبة تضمن ذلك".
وأمل "أننا سننهي عبر الاتفاق كل العنف الذي عرفته هذه المنطقة منذ عقود، وآلية المراقبة لوقف إطلاق النار تتأسس الآن وتعمل على منع حصول أية خروقات، ولن ننشر قوات أميركية في لبنان بل سنقدم دعما للجيش اللبناني". واكد ان "للجانبين اللبناني والإسرائيلي حق الدفاع عن النفس وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار والقانون الدولي".بيان لجان الضاحية والجيشولتأمين شروط سلامة العودة، كانت قد أصدرت "لجان أحياء الضاحية الجنوبية" بيانًا موّجهًا إلى النازحين، تضمن توجيهات وإرشادات مهمة للحفاظ على سلامة المواطنين وأسرهم في ظلّ الظروف الراهنة. وكذلك صدر بيان عن الجيش اللبناني يتضمن الإجراءات الاحترازيّة لسلامة المواطنين. وأعطى وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية، التوجيهات لمراكز جرف الثلوج بفتح الطرق ليتسنى للمواطنين التوجه إلى بلداتهم وقراهم الى منطقة بعلبك الهرمل والمناطق اللبنانية كافة.حق الدفاع عن النفسوكان صدر عن الرئيسين جو بايدن وايمانويل ماكرون بيان مشترك أعلنا فيه وقف إطلاق النار، سبقه اعلان بايدن وقف اطلاق النار، كاشفاً أنّه "سيتم تنفيذ الاتفاق بشكل كامل ولن يكون هناك انتشار للقوات الأميركية في جنوب لبنان". وشدد بايدن على أنّ "حزب الله إذا خرق الاتفاق فإنّ إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها". وقال إنّ "الاتفاق يدعم سيادة لبنان ويشكّل بداية جديدة لهذا البلد ويقود الشعب اللبناني لمستقبل ينعم فيه بالسلام".