مساء اليوم، هدّد الجيش الإسرائيليّ سكّان جنوب لبنان، محذرًا إياهم من الانتقال جنوبًا نحو القرى الّتي طلب الجيش الإسرائيليّ إخلاءها أو نحو قواته في المنطقة، قائلاً: "كل تحرك نحو هذه المناطق يعرضكم للخطر". أضاف "ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً وحتى صباح الغدّ في السّاعة الّسابعة، يُمنع بشكل مطلق الانتقال جنوب نهر الليطاني". وشدّد على أن "من يتواجد شمال نهر الليطاني يمنع عليه الانتقال جنوبًا، ومن يتواجد جنوب النهر يجب عليه البقاء في مكانه"، مشيرًا إلى أن قواته لا تزال منتشرة وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار وستتعامل بحزم مع أي انتهاك لهذا الاتفاق. وكان الجيش الإسرائيليّ قد أعلن، في بلاغٍ، أن "قواتنا اعتقلت 4 مشتبه بهم اقتربوا من مواقعنا في جنوب لبنان ويتم استجوابهم حاليًّا".
في سياق متصل، تعرضت مجموعة من الصحافيين لإطلاق نار من قبل القوات الإسرائيلية في مدينة الخيام خلال تغطيتهم لعودة الأهالي والانسحاب الإسرائيلي من المدينة، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح مختلفة، حيث نُقلا إلى مستشفى حاصبيا لتلقي العلاج.قوات اليونيفيلوفي أوّل تعليق من جانبها، رحبت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بإعلان وقف الأعمال العدائية والتأكيد على الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 باعتباره الطريق نحو السلام. وقالت اليونيفيل في بيان لها: "سنواصل أداء المهام المنوطة بنا، وقد بدأنا بالفعل في تعديل عملياتنا بما يتلاءم مع الوضع الجديد". ودعت كافة الأطراف لتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل، مذكّرة بأن المدنيين على جانبي الخط الأزرق قد عانوا كثيراً بسبب النزاع. وأضافت أن جنود حفظ السلام، المنتشرين من نحو 48 دولة، على أهبة الاستعداد لدعم لبنان وإسرائيل في هذه المرحلة الجديدة.
وفي تصريح لرئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، أكد متابعة مشاهد قوافل النازحين العائدين إلى قراهم وبلداتهم، خصوصًا في الجنوب، والتي تعكس تمسك اللبنانيين بأرضهم وقيمهم. ودعا ميقاتي العائدين إلى عدم التسرع وانتظار توجيهات قيادة الجيش حفاظًا على أمنهم وسلامتهم، في ظل خطة الجيش لتعزيز انتشاره في الجنوب لضمان العودة التدريجية الآمنة للنازحين.تحذيرات الجيش اللّبنانيّبدورها، أكدت قيادة الجيش اللبناني تعزيز انتشارها في قطاع جنوب الليطاني، ودعت المواطنين العائدين إلى التجاوب مع توجيهات الوحدات العسكرية وعدم الاقتراب من المناطق التي توجد فيها القوات الإسرائيلية حفاظًا على سلامتهم. كما أوضحت قيادة الجيش أن الانتشار يتم بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل، وذلك استنادًا إلى الالتزام اللبناني بتنفيذ كافة بنود القرار 1701، ولا سيما ما يتعلق بتعزيز تواجد الجيش والقوى الأمنية في جنوب الليطاني.