للمرة الأولى منذ العام 2020، تشهد سوريا التي كانت تعيش نزاعاً مجمداً بعد سنوات من الثورة والحرب والفوضى السياسية، تحركاً عسكرياً في شمال البلاد، بإطلاق فصائل معارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام" الجهادية عملية عسكرية واسعة تحت مسمى "ردع العدوان" ضد قوات النظام السوري، في مشهد يعيد التذكير فقط بأن البلاد التي لا تعرف معنى المستقبل، غير قادرة على تجاوز أزماتها، السياسية والاجتماعية والعسكرية، بقدر ما تعيش في دائرة مفرغة من العنف.
وفي آذار/مارس 2020 اتفقت روسيا الداعمة لنظام الأسد، وتركيا الداعمة لفصائل المعارضة، على وقف إطلاق النار، ما أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمسلحين في شمال غربي سوريا. وعادت أسماء بلدات وقرى ومقرات عسكرية كانت حاضرة دائماً في الأخبار، للتداول، من بلدتي نبل والزهراء حيث غالبية شيعية، إلى مطار "النيرب" العسكري، وغيرها، فيما تقول الفصائل المعارضة، أنها ترد على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية من طرف النظام وحلفائه على المدنيين في إدلب.وتحيل قراءة المنشورات في مواقع التواصل، إلى شعور بالتنقل عبر الزمن عشر سنوات إلى الماضي، مع المصطلحات واللغة والأماكن والجهات الفاعلة نفسها، والرومانسية الثورية ذاته التي لم يتخلص منها المعارضون للنظام تحديداً بعد أكثر من 13 عاماً على انطلاق الثورة السورية، وبموجبها يتم الاحتفاء بسرعة بأي عمليات عسكرية في بلد مأزوم لمجرد أنها تحدث ضد "النظام الغاشم"، مع تجاهل طبيعة الفصائل المعارضة التي لا تقل ظلامية عن النظام، وتختلف معه في الهوية الطائفية/الدينية، لا أكثر.
على الرغم بأني علمانية لاأتفق مع الفصائل الراديكاليةإلا أن القوّات الخاصّة بهيئة تحرير الشّام هم أكثر فصيل بالجيش السوري الحر من حيث الانضباط والتجهيزات والتنظيمولديهم مرونة بالعلاقات السياسية مع الدول العربية و أمريكا وأوروبا حتى مع قسد وتركيا#ردع_العدوان pic.twitter.com/szNiJlLFhz
— Esther|آستير