اتهم وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنه يشكل تهديداً مباشراً لروسيا، بسبب تصريحاته عن السلاح النووي.وفي خطاب متلفز ألقاه الأربعاء، في ظل التقارب الجاري بين واشنطن وموسكو، اقترح ماكرون توفير مظلة حماية لأوروبا بواسطة الترسانة النووية الفرنسية، مشدّداً على أن قرار استخدام السلاح النووي سيبقى حصراً بين "بين يدَي" الرئيس الفرنسي.هذا بالطبع تهديدوأضاف لافروف الخميس: "إذا اعتبرنا (ماكرون) تهديداً، ودعا إلى اجتماع لرؤساء الأركان العامة للدول الأوروبية وبريطانيا، ويقول إنه من الضروري استخدام الأسلحة النووية، ويستعد لاستخدام الأسلحة النووية ضد روسيا، فهذا بالطبع تهديد".وقارن وزير الخارجية الروسي موقف ماكرون بشخصيات تاريخية سعت إلى هزيمة روسيا، وقال: "نابليون وهتلر.. قالا بشكل مباشر: يجب أن نغزو روسيا، يجب أن نهزم روسيا. ومن الواضح أنه يريد نفس الشيء".كما وجه لافروف تحذيراً من تدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوكرانيا، وأكد أن أي قوات تابعة للاتحاد الأوروبي أو الناتو في أوكرانيا ستُعتبر مشاركة بشكل مباشر في الصراع ضد روسيا.وأضاف أن موسكو ستنظر إلى أي قوات حفظ سلام سيقودها الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا على أنها قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي، بغض النظر عن شاراتها أو انتمائها الرسمي.واعد جداًفي المقابل، اعتبر رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك الخميس أن اقتراح الرئيس الفرنسي "واعد جداً".وقبيل بدء أعمال قمّة أوروبية استثنائية حول أوكرانيا في بروكسل، قال توسك أمام صحافيين إن المظلة النووية "هي ما قد يمنحنا ميزة كبيرة جداً على روسيا".وتابع "الأهمية تكمن في التفاصيل، كما هي الحال دوماً، لكن عرض فرنسا هو أمر واعد جداً".وأعرب ماكرون عن استعداده لفتح نقاش حول توسيع قوّة الردع النووي التي تتمتّع بها فرنسا لتشمل دولاً أوروبية أخرى، إثر دعوة للمستشار الألماني العتيد فريدريش ميرتس في هذا الصدد.وفي نيسان/أبريل، أعرب الرئيس البولندي أندريه دودا عن استعداد بلاده لتنشر على أراضيها، أسلحة نووية تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).واعتبر توسك أنه في ظل السباق إلى التسلّح الذي اتّهم روسيا بتأجيجه وفي ظل النهج الجديد للإدارة الأميركية إزاء أوروبا، لا بدّ لهذه الأخيرة من أن "تواجه تحدّي السباق إلى الأسلحة هذا وتكسبه".وقال: "أنا على قناعة بأن روسيا ستخسره"، تماماً كما خسر الاتحاد السوفياتي في ختام سباق تسلّح "مماثل" في الثمانينات.وشدّد توسك على أنه "السبيل الوحيد لتفادي نزاع أوسع نطاقاً".وتخصّص بولندا، وهي حليف وثيق لأوكرانيا منذ تعرّضها للغزو الروسي، حوالى 5 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي لنفقات الدفاع.