أطلقت شركة التكنولوجيا الصينيّة العملاقة "بايدو" نموذجًا جديدًا للذكاء الاصطناعي، كما أعلنت فتح خدمات النموذج للعموم بشكل مجّاني تمامًا، في كل ما يتصل بخدمات دردشة الروبوتات، وهو ما يمثّل خطوة نوعيّة في سياق المنافسة الشرسة داخل هذا القطاع. وتجدر الإشارة إلى أنّ الشركة تزعم أن نماذجها تقدّم نفس الخدمات للنموذج الصيني "ديب سيك"، لكن بتكلفة أقل، كما فتحت الخدمات المجّانية قبل نحو أسبوعين من الأسبوع المقرّر لذلك.
وتُعتبر شركة "بايدو" من أولى الشركات الصينيّة العملاقة التي عملت على نماذج متقدمة ومفتوحة للذكاء الاصطناعي، ومنذ العام 2023، إلا أنّ الشركات المنافسة في هذا المجال سبقتها إلى الاستحواذ على اهتمام المستخدمين. ومع ذلك، تراهن الشركة اليوم على حجز موقعها في السوق، بالاعتماد على الكلفة المنخفضة، قياسًا بالشركات الأميركيّة المنافسة، بل وحتّى مقارنة بتطبيق "ديب سيك" الصيني.وتجدر الإشارة إلى أنّ إطلاق تطبيق "ديب سيك" -منذ نحو شهر- أحدث ثورة تكنولوجيّة في الصين منذ إطلاقه، إذ قامت الشركات الصينيّة بدمج عمليّاته في أعمالها التجاريّة. كما أحدث التطبيق الصيني خضّة واسعة النطاق في سوق الأسهم الأميركيّة، بالنظر إلى انخفاض كلفته قياسًا بالاستثمارات السخيّة التي وضعتها الشركات الأميركيّة لتطوير نماذجها من الذكاء الاصطناعي. ومن غير الواضح حتّى اللحظة طبيعة التداعيات التي سيتركها تطبيق "بايدو" على عمل شركات التكنولوجيا الأميركيّة.في جميع الحالات، سيكون من شأن هذا التطوّر الجديد أن يقحم الشركات الصينيّة بشكلٍ أكبر في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال نموذجين مختلفين هما "ديب سيك" والنموذج الذي عملت عليه شركة "بايدو". كما من المتوقّع أن تبدأ المنافسة بالتصاعد بين الشركات الصينيّة نفسها، بعدما كانت المنافسة سابقًا حكرًا على الشركات الأميركيّة وتطبيق "ديب سيك" الصيني.