كشفت مصادر مطلعة لـ"المدن"، عن تأجيل زيارة الوفد الأمني اللبناني، بقيادة وزير الدفاع ميشال منسى، إلى دمشق بسبب انشغال الجانب السوري بتشكيل الحكومة الجديدة، مضيفةً أن المملكة العربية السعودية ستستضيف غداً الخميس، اجتماعاً لوزيري الدفع السوري واللبناني.وكان من المقرر أن يزور الوفد اللبناني دمشق، اليوم الأربعاء، لكن الجانب السوري طلب تأجيل الزيارة من دون توضيح أسباب القرار.تأجيل ولقاء في جدّةوقالت المصادر أن الجانب السوري أجّل الزيارة بانتظار تشكيل الحكومة السورية الجديدة والتي كان من المفترض أن تُبصر النور اليوم الأربعاء، لكن التشكيل تعذّر، وهو ما دفع بالسلطات السورية لتأجيل زيارة الوفد اللبناني.كما أن تأجيل الزيارة، بحسب المصادر، يأتي في إطار استكمال التحضيرات اللوجستية، ووضع جدول أعمال مفصّل للمواضيع التي ستناقش خلال اللقاءات المرتقبة.وأمس الثلاثاء، قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، أن الوفد اللبناني برئاسة منسى، سيبحث مع المسؤولين السوريين، كيفية ضبط الحدود بين البلدين، ومنع التجاوزات والتعديات.إلا أن المصادر كشفت عن أن مدينة جدة السعودية، ستضيف، غداً الخميس، اجتماعاً بين الوزير منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة.يأتي اللقاء المؤجل بين الجانبين السوري واللبناني، على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها الحدود بين البلدين، في 16 و17 أذار/مارس الجاري، من جهة ريف مدينة القصير في ريف حمص، ومنطقة الهرمل من الجهة اللبنانية، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، تخللها قصف عنيف باستخدام أسلحة متنوعة، أدت إلى سقوط نحو 20 قتيلاً وعشرات الجرحى بينهم مدنيون.واندلعت الأحداث على الحدود بسبب مقتل 3 عناصر من وزارة الدفاع السورية داخل بلدة القصر اللبنانية، إذ اتّهمت الوزارة "حزب الله" بالدخول إلى الأراضي السورية وخطفهم ثم قتلهم، وهو ما نفاه الأخير، فيما قال الجانب اللبناني أن القتلى الثلاثة هم مهربون سوريون.الحكومة الجديدةوفيما يتعلق بالحكومة السورية المرتقبة، أكدت المصادر أن ثمة إصرار داخلي في سوريا، على إنجاز تشكيل الحكومة الجديدة خلال اليومين المقبلين، وقبل عيد "الفطر"، موضحةً أن الحكومة المرتقبة، تتألف من 22 وزيراً، من أصحاب الاختصاص والخبرة، وُتصنف ضمن حكومات التكنوقراط.وبحسب المعلومات، فإن الحكومة الجديدة ستشهد حل وزارات والاستعاضة عنها بهيئات مثل وزارة الأوقاف، فيما ستبقى وزارتا الدفاع والداخلية من نصيب أشخاص محسوبين على الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، بينما برز اسم نضال الشعار في حقيبة الاقتصاد، في حين أكدت المصادر أن مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) رائد الصالح، سيكون وزيراً لوزارة مستحدثة هي وزارة الكوارث.وتطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية، بأن تشمل الحكومة الجديدة كافة أطياف الشعب السوري، وتمثل شرائح سياسية واجتماعية من المجتمع السوري، وليس كما كانت حكومة تسيير الأعمال، "من لون واحد".