شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على أنحاء متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى بينهم الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، فيما أعلنت "سرايا القدس" أنها قصفت قاعدة "حتسريم" الجوية في مدينة بئر السبع برشقة صاروخية، وقد تمّ اعتراض أحد الصواريخ بحسب ما قال الجيش الإسرائيلي.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بسقوط 9 شهداء منذ فجر اليوم، في القصف بينهم 7 جراء استهداف شقة سكنية في منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، مشيراً إلى تكدّس جثامين الشهداء في المستشفى المعمداني جراء غارات على جباليا البلد ومنطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 830 شخصاً وإصابة 1787 منذ استئناف الحرب الإسرائيلية على القطاع في 18 آذار الحالي، لترتفع، لترتفع حصيلة الضحايا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 50 ألفاً و183 شهيداً و113 و828 جريحاً وفق حصيلة أعلنت عنها الوزارة أمس الأربعاء.
وأدى العدوان إلى نزوح نحو 142 ألف شخص من غزة خلال أسبوع واحد، بحسب ما أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مشيراً إلى أنه تمّ إغلاق أكثر من 20 مركزاً لعلاج سوء التغذية في غزة منذ 18 آذار/مارس الحالي.
"حماس" تنعى القانوع
ونعت "حركة حماس" الناطق باسمها عبد اللطيف القانوع، الذي استشهد جراء قصف الاحتلال لخيمته في جباليا البلد شمال قطاع غزة
وقالت الحركة في بيان، إن إسرائيل "اغتالت بطائراتها عبد اللطيف القانوع الناطق باسم حماس في قصف همجي استهدف خيمته في جباليا البلد"، مؤكدة أن "دماء الشهداء أمانة لن نفرط فيها ولن نساوم عليها وستكون لعنة على المحتل".
وولد عبد اللطيف رجب القانوع في بلدة جباليا شمال قطاع غزة في الرابع والعشرين من نيسان/ إبريل عام 1981.
وأشارت الحركة إلى أن القانوع انضم إلى صفوفها مطلع انتفاضة الأقصى عام 2000، وعمل بعد تخرجه من الجامعة في مكاتب الحركة الإعلامية في شمال قطاع غزة، وأصبح مديراً إعلاميا في مكتبها في شمال قطاع غزة عام 2007، ثمَّ ناطقاً إعلامياً في محافظة الشمال عام 2007، ثم ناطقا إعلامياً باسم حركة حماس منذ 2016.
مجاعة خلال 60 يوماً؟
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل تعتزم تصعيد هجماتها في قطاع غزة، من دون توسيع العملية البرية التي ينفذها جيش الاحتلال داخل القطاع.
وأفادت القناة (12) الإسرائيلية بأن التقديرات في الأجهزة الأمنية تشير إلى أن الوقود والطعام والمياه في قطاع غزة قد تنفد بالكامل خلال أقل من 60 يوماً، في ظل استمرار الحرب، وتعثر مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقالت إن المداولات الأمنية للحكومة الإسرائيلية، ستتركز حول مواصلة العمليات العسكرية وتحريك المسار التفاوضي، فيما تحاول مصر الدفع باتجاه مبادرة تشمل إطلاق سراح خمسة أسرى، مقابل وقف إطلاق النار لعدة أسابيع واستئناف دخول المساعدات الإنسانية.
ووفقاً لتقرير القناة، فإن المساعي المصرية الأخيرة لم تحقق أي اختراق، إذ أعربت مصادر إسرائيلية عن اعتقادها بأن القاهرة "تشعر بالإهانة" بعد أن سادت أجواء من التفاؤل لم يتبعها تحقيق اختراق. كذلك، فشل اللقاء الذي جمع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بالوزير الإسرائيلي رون ديرمر، في دفع المفاوضات.
ونقلت القناة عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية قولهم إن "العملية العسكرية تحقق نتائج، ولكن بشكل تدريجي ولا تؤدي إلى تحوّل فوري"، وأضافوا أن "الاحتجاجات في الميدان إلى جانب الضغط العسكري الموجّه والمكثف، سيؤديان في نهاية المطاف إلى النتائج المرجوة".
في المقابل، حذر مسؤولون إسرائيليون آخرون مرتبطون بملف التفاوض، من أن "الرهائن لا يملكون الكثير من الوقت، وحماس ليست قريبة من تقديم تنازلات جديدة".
خطط إسرائيلية للتصعيد
وقالت القناة إن الخطط التي يطرحها الجيش وسيناقشها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع وزرائه، تشمل توسيع الضغط العسكري على "حماس"، من خلال السيطرة على مناطق إضافية في شمال القطاع وجنوبه، بهدف تعزيز قدرة إسرائيل على التأثير في مسار المفاوضات. وأضافت أن الأجهزة الأمنية والقيادات العسكرية بعدم سحب القوات الإسرائيلية من هذه المناطق طالما أن ذلك يخدم أهداف التفاوض، لكنها لا تقترح البقاء فيها لفترة طويلة، بالتوازي مع مواصلة تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قيادات بارزة في حركة حماس.
وخلص التقرير إلى أن إسرائيل ستمنح هذا المسار العسكري عدة أسابيع إضافية قبل أن تقرر الانتقال إلى مرحلة "الحسم"، والتي تشمل عمليات برية موسعة داخل القطاع، علمًا بأنه لم يُتخذ أي قرار حتى اللحظة في شأن تعبئة جديدة وموسعة لقوات الاحتياط.