أعلنت الدكتورة ندى فاضل الربيعي عن وفاة والدها المؤرخ العراقي- الهولندي فاضل الربيعي.
وجاء ذلك من خلال حسابها الرسمي في فيسبوك حيث كتبت تقول:
أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنا
يا أَبي وَالمَوتُ كَأسٌ مُرَّةٌ
لا تَذوقُ النَفسُ مِنها مَرَّتَين
انتقل إلى رحمة الله والدي الأستاذ المفكر والمؤرخ فاضل الربيعي. ولد فاضل الربيعي في بغداد عام 1952، وتربى في بيئة سياسية يسارية. بدأ حياته الأدبية والفكرية والسياسية في السبعينيات ككاتب قصصي. ثم مسؤولاً في الحزب الشيوعي العراقي.
أولى أعماله كانت مجموعة قصصية مشتركة مع قصاصين عراقيين آخرين، بعنوان "الشمس في الجهة اليسرى"، والتي نشرت في عام 1970.
غادر العراق في عام 1979، بعد انهيار التحالف السياسي بين الشيوعيين والبعثيين. هذا الحدث كان نقطة تحول مهمة في حياته ككاتب، حيث بدأ يطور اهتماماته في دراسة التاريخ القديم والأساطير.
نشر الربيعي سلسلة من المقالات التحليلية للأساطير العربية القديمة، ولكن لم ينشرها في كتاب مستقل. آراءه في التاريخ تتمتع بشعبية واسعة في الدول العربية، رغم تعرضها لنقد لاذع من مختصين، خصوصاً في موضوع تاريخ اليمن. أفكاره تعدّ استمراراً لنظرية التوراة العربية، التي بدأها المؤرخ اللبناني كمال الصليبي. وعندما أصدر كتابه "القدس ليست اورشليم. مساهمة في تصحيح تاريخ فلسطين"، لاحظ أن اسوار أورشليم التي أعاد نحميا ترميمها مع القبائل العائدة من الأسر البابلي تشير بوضوح تام إلى سلسلة جبلية بأسماء لا وجود لها في فلسطين. كما أن القبائل التي شاركت في أعمال البناء تحمل أسماء قبائل عربية يمنية معروفة في التاريخ العربي القديم وكتب الأنساب. وفي هذا السياق يبرهن المؤلف بدلائل قاطعة على أن القبائل العائدة من الأسر البابلي هي قبائل عربية وقد عادت إلى أورشليم السراة اليمنية وليس إلى فلسطين.
يقول الناقد جورج جحا: "مع الأهمية الكبيرة لما ورد في كتاب الربيعي، فثمة أمر قد يبدو انه لا يغتفر علمياً، وهو عدم إشارة المؤلف في أي صورة من الصور إلى مؤرخ وباحث رائد في هذا المجال هو الدكتور كمال الصليبي، الذي أثار قبل الربيعي بسنوات هذا الأمر بشكل مبدئي وأكثر اتساعا من نطاق عمل الربيعي القيم، وذلك في كتابه عن التوراة، وأن مسرح نشأتها كان في الجزيرة العربية لا في فلسطين. وعدم الإشارة إلى عمل الدكتور الصليبي الذي أثار ضجة كبرى في حينه يبدو أمراً مستغرباً بل مستهجناً، لا ينفع فيه القول إن الصليبي تكلم في العام وإن الربيعي تكلم في مجالات محددة خاصة. فالصليبي هو في النهاية أبو هذا النوع من المباحث في العربية، وهو الذي شق الطريق لأمثال هذه النظريات، وقد خاض في كثير من التفاصيل، ولا ينبغي عدم الإشارة إليه حتى على سبيل "تبرئة الذمة"، كالقول مثلًا إن على من يريد التوسع في الأمر والاستزادة مطالعة كتاب الصليبي أو حتى رفض بعض ما أتى به. ولا يكفي أن يحيلنا الرباعي على كتابه "فلسطين المتخيلة. ارض التوراة في اليمن القديم" الصادر سنة 2008. فكمال الصليبي سبقه إلى ذلك بسنوات عدّة وزمن طويل.