بعد تمديدها، باتت الهدنة الفلسطينية – الإسرائيلية أمام مفترق طريقٍ حاسم في يومها الخامس، فإما أن تنجح المحادثات الأميركية – الإسرائيلية بالتنسيق مع الدوحة والقاهرة في تمديدها، وإما أن تعمد حكومة الحرب إلى تخريبها عبر الإستفزاز. ذلك أنَّه وسط تخبّطِ بنيامين نتنياهو وصخبِ الصقور من حوله، خُرقت الهدنة اليوم بتحرّش إسرائيلي في شمال قطاع غزة، لم تنكفئ إزاءه الفصائل الفلسطينية التي سارعت إلى الرد باستهداف مجموعات من جنودٍ إسرائيليين، عبر تفجير ثلاث عبوات ناسفة في حادثين منفصلين، وإطلاق نار في حادثٍ ثالث.
في موازاة ذلك، يُعقدُ لقاءٌ على مستوى رؤساء أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية والقطرية والمصرية في الدوحة، سعياً إلى تمديد الهدنة لا بل توسيعها إلى صفقةٍ شاملة بين "حماس" وإسرائيل.
في هذا الوقت وفيما تمنح الهدنة لبنان وقتاً لالتقاط الأنفاس، يترقب الوسط السياسي الأفكار التي يأتي بها جان إيف لودريان، الذي استبق جولته اللبنانية غداً الأربعاء بلقاء مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، خلاصته أن بلديهما تعملان جنبًا إلى جنب من أجل استقرار وأمان لبنان، وضمان سرعة إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية. كما أنَّ جولة لودريان سبقها تدخلٌ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن عبر رسالة وجهها إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، "أن تهيئة الظروف المناسبة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وتشكيل حكومة عمل أمر ملّح، وان لودريان يواصل العمل في هذا الإتجاه".
ومن الواضح أنَّ جعبة لودريان باتت حافلة، من تحريك الملف الرئاسي إلى الضغط في اتجاه تطبيق القرار 1701 وعدم التوسع في الحرب على الحدود الجنوبية.
ومن جهته، كان التيار الوطني الحر يذكر عبر رئيسه الوزير جبران باسيل خلال اجتماع لوفد "الأحزاب الوطنية" في "ميرنا الشالوحي"، بمبادرته التي تتضمن انتخاب رئيس إصلاحي جامع، واعتبار ملف النزوح السوري خطراً وجودياً، إضافةً إلى تأكيد حق لبنان بالدفاع عن نفسه.
على خطٍ آخر، كانت "الميادين" تقيم حفلاً تأبينياً إعلامياً وإنسانياً للشهداء فرح عمر وربيع معماري وحسين عقيل، بمشاركة وفود رسمية وإعلامية وعدد من الشخصيات والأصدقاء وشخصيات عربية ومن أميركا اللاتينية، دعماً للقضية الفلسطينية واستنكاراً للإجرام الإسرائيلي.