هو الشوط الأخير من لعبة التفاوض والحرب، لكنه الأخطر، والأكثر دقة. وما هي إلا ساعات بعد توجه آموس هوكشتين إلى تل أبيب، حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود في جواب بنيامين نتنياهو.
وما زاد من التفاؤل الحذِر، عودة هوكشتين ولقائه مجدداً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك جولته الموازية على عدد من القيادات اللبنانية، في طليعتهم الرئيس العماد ميشال عون والرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط.


كل التصريحات اللبنانية والأميركية تقاطعت اليوم أمام الإيجابية وإنهاء لبنان الرسمي بموازاة موقف حزب الله، الملاحظات على الورقة وخاصة لجهة رفض ما عرف ب"حرية الحركة" لإسرائيل في متابعة تنفيذ الإتفاق.
أما في إسرائيل، فلا يزال الغموض سيد الموقف حتى ساعة إعداد هذه الفقرة مساء اليوم الأربعاء.


وقد أتت إطلالة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، لتعكس موقف "الحزب" في الورقة اللبنانية، إلى جانب تأكيد بقاء حزب الله على استعداده الميداني لاستكمال الحرب، وخوض الإستنزاف في مواجهة إسرائيل إن فُرض عليه ذلك. وقد ربط قاسم بين مفهوم الإنتصار وتفسيره على أنه عدم قدرة إسرائيل على إنهاء حزب الله والقضاء عليه، في الوقت الذي شدد فيه على جهوزية المقاومة وموقفها من "وحدة الساحات". كما شدد قاسم على معادلة بيروت - تل أبيب، عنواناً لتوسيع إسرائيل عدوانها في اتجاه قلب العاصمة بيروت.
وقد لفت توجيه قاسم سلسلة رسائل سياسية داخلية، أبرزها العمل تحت سقف الطائف، والعمل على انتخاب رئيس، والأهم التمسك بمعادلة "ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة".


أما ميدانياً، فواصل حزب الله استهداف التجمعات الإسرائيلية في شمع وأطراف الخيام، وكذلك مواقع في المستوطنات الشمالية.