بعض ما جاء في مانشيت اللواء:
خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية، ابلغت الادارة الاميركية جهات مهمة في لبنان ان رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نتنياهو ليس مستعدا لايقاف العدوان على لبنان حاليا، وغير موافق على الطرح الاميركي لوقف اطلاق النار بصيغته الحالية ايضا، مطالبا بتعديل القرار ١٧٠١ بشكل جذري، وارفاقه بقرار جديد يتضمن كل المطالب غير المدرجة في القرار القديم، واشارت مصادر مطلعة ان نتنياهو طلب مهلة لا تقل عن اربعة إسابيع لاتمام مهمته كما يزعم للقضاء على حزب لله واعادة المستوطنين إلى الشمال.
وفقا لما قالته المصادر، فان النقاط التي يريد العدو تعديلها تشمل ما يشبه اعادة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، بحيث تصبح الحدود بين البلدين ارض ميتة، ويمنع تواجد اي مدني عليها بإستثناء القوات الدولية واللجنة المعنية بتطبيق القرار ١٧٠١ المعدل.
إذاً، حسب ما تسرّب، يكون نتنياهو بكل ما تسرّب من الإعلام العبري والأميركي عن تقدّم في المفاوضات وقُرب التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، ولم يعد ممكناً تصديق الكلام الأميركي عن اتصالات من وزير الدفاع لويد اوستن وقائد المنطقة الوسطى للجيش الأميركي بالقيادة السيإسية والعسكرية الإسرائيلية، لطلب عدم إستهداف جيش العدو للجيش اللبناني، إذ ان ثمرة هذه الاتصالات كانت أمس قصف حاجز الجيش في العامرية على طريق صور - الناقورة وإستشهاد عسكري وإصابة 18 بجروح وأضرار مادية كبيرة، وقبل ذلك إستشهاد وإصابة العشرات من الجنود.
وظهر من الوقائع الميدانية خلال اليومين الماضيين ان قيادة الإحتلال ماضية في حربها المجنونة ضد لبنان على كامل مساحته، سواء بالغارات على بيروت (غارة البسطة أدّت إلى ارتقاء 29 شهيداً وجرح 70 شخصاً) والضاحية وقرى الجنوب والبقاع حيث ارتقى عشرات الشهداء، أو بتوسيع العملية البرية في محاور القطاع الغربي من الناقورة إلى شيحين وطير حرفا والجبين وشمع، وفي مدينة الخيام بشكل خاص في محاولة جديدة للوصول إلى مجرى نهر الليطاني بما يُمكّن إسرائيل من تسجيل «انتصار» ولو محدود على لبنان ومقاومته وفرض الشروط التي يريدها.
هذا التصعيد اوحى لبعض الجهات السياسية المتابعة بأن الكيان الاسرائيلي ذاهب الى ابعد من مجرد مطالب وشروط امنية وسياسية لضمان حدوده الشمالية واعادة المهجرين من المستوطنات الحدودية. فظهر من كلام نتنياهو في الاسابيع الاخيرة ان هدف الحرب هو تغيير خريطة الشرق الاوسط وواقعه السياسي، وصولا الى ما يخطط له من استكمال التطبيع مع بعض الدول العربية واقامة سلام في الشرق الاوسط وفق رؤيته لهذا «السلام».
وبالعودة الى وعود الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيعمل فور تسلمه منصبه رسمياً على «تحقيق السلام في الشرق الاوسط بما يعيد الازدهار والاستقرار والامان الى شعوبه»، ويتضح ان السلام الذي يريده ترامب لا يختلف عن الذي يريده نتياهو بل يتماهي معه الى حد التوافق التام.
وفي اطار الضغوطات الجارية، كشفت هيئة البث الاسرائيلي ان العدو ابلغ لبنان انه اذا لم يحصل اتفاق فسيقصف الجيش الاسرائيلي اهدافا لبنانية لا تقتصر على استهداف الضاحية الجنوبية، كاستهداف بيروت والمجلس النيابي.