مع تلازم اليوم باختيار النّاس لبعض الأقنعة المزيّفة الّتي قد تعبّر عن حقائق مخفيّة أو عن نوايا مدفونة يحاولون إخفاءها لإظهارها من تحت القناع فلا يحاسبون عليها، يبقى التيّار الوطنيّ الحرّ بوجهه الوحيد الصّادق ونواياه الواضحة الحقيقيّة.

فالتيّار قبل الحرب كما بعدها في مواقفه لم يغيّر قناعاته برغم كلّ الأحداث، حتّى أنّه لم يضع قناعًا على عينيه كي يخفي الحقيقة. فهو كما رآها حلّلها ووصل إلى النّتيجة الّتي كانت منذ البداية نصب عينيه.
وهو بعد وقف إطلاق عاد إلى ما كان عليه بكلامه السّابق، إذا كلامه لم يكن يومًا مقنّعًا. فها هو في جولاته السّابقة بين الأطراف، من كلّ الطّوائف، يحذّر من عودة الأزمات الدّاخليّة ويشدّد على التّعاضد والتّلاحم لما فيه خير البلاد.
ولم تقف الأحداث الأخيرة حجر عثرة في لقاءاته فهو يتابع التّأكيد على أهميّة انتخاب رئيس للجمهوريّة ليعود الانتظام للمؤسّسات وبالتّالي لتنتظم حال النّاس لعلّنا بذلك ننتفض مجدّدًا من تحت الرّكام.
هو لم يُلبِس مسألة الانتخابات الرّئاسية قناع الأزمات الحاصلة من حولنا للتّنصّل منها كما هي غاية بعض الآخرين.
ويشدّد باسيل على الحوار بين كلّ الأطراف بغاية واحدة مصلحة لبنان وذلك لإبعاده عن شبح حرب جديدة قد يلعب فيها دورًا المقنّعون الجدد الّذين أخفوا نواياهم الخبيثة منذ فترة ثمّ عادوا ليظهروها اليوم داخليًّا مع تفلّت الأمور من جديد في الحرب الدّائرة في سوريا.
ولم يكن لقاؤه اليوم مع مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة إلّا انطلاقة نوعيّة مّتجدّدة للحوار. وما ظهر على الوجوه وبالكلام نتمنّى أن يكون خيرًا وتعبيدًا للطّريق الّتي ستنقذ لبنان.
التيّار كان ولا يزال حقيقة مدوّية أينما حلّ ومهما كانت الأزمات الّتي تعرّض لها بدون غيره ولم يختر إلّا وجه لبنان: البلد الحرّ السيّد المستقلّ بكلّ مكوّنات شعبه.
ورئيس التيّار جبران باسيل انطلق بمسيرة واضحة بيضاء ناصعة، لم يقم بأي خطوة تحت الطّاولة أو من وراء ستار، فخطواته كلّها كانت ولا تزال تمثّل الوجه الحقيقيّ للتيّار الّذي يضع لبنان بأرضه وشعبه نصب عينيه.
التيّار واضح، التيّار يُظهِر ولا يُخفي، التيّار حقيقة والحقيقة لا تضع أقنعة.