يبقى ترسيخ الهدنة الهشّة الهم الأكبر للبنانيين الذين لم يخرجوا بعد من استيعاب صدمات الحرب وكيفية معالجة تداعياتها، في وقت يستمر الأهالي وخاصة في الضاحية الجنوبية بتفقد شققهم المدمرة. ذلك أن إسرائيل تستمر في توعدها اللبنانيين في كل يوم، فيما لم تتوقف عن أعمال التجريف والغارات والقصف المدفعي في البلدات الجنوبية، استمراراً في إرهاب الجنوبيين ومحاولة ثنيهم عن العودة إلى أرضهم. وفي إطار الوعيد الإسرائيلي، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنه "إذا انهار وقف إطلاق النار مع "حزب الله"، فلن يفرّق جيشه بين لبنان والجماعة".

في هذا الوقت، تعود الحركة إلى القضايا اللبنانية الرئيسية على الصعيد السياسي، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية التي تشكل جلسة 9 كانون الثاني 2025 محكاً لمدى الصدقية الداخلية بترجمة الوعود والمساعي في صندوق الإقتراع. وانطلاقاً من المساحات المشتركة، ومن أن التوافق هو الركيزة الأساس لاستيلاد الرئيس لبنانياً، أطلق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تجديد حراك "التيار" الرئاسي من دار الفتوى، بما تمثله إسلامياً ولبنانياً. وقد رسم باسيل مجدداً الإطار اللبناني للرئاسة، مشدداً على عدم تكرار خطأ ربط انتخاب الرئيس بالحرب، ولافتاً إلى أن "التوافق على إسم الرئيس هو أولوية مطلقة ولكن إذا تعذر فالأكيد أن رئيس منتخب أفضل من لا رئيس".
وقد واصل باسيل الحراك الرئاسي ومناقشة الوضع في الجنوب، مع كل من السفير المصري علاء موسى والنائب أديب عبد المسيح.

توازياً، كان اجتماع معراب بين رئيس "القوات" سمير جعجع ونواب من "المعارضة"، يناقشون استحقاق جلسة التاسع من كانون الثاني، ويخلصون إلى ضرورة تكثيف "الجهود والاتصالات مع كلّ الكتل النيابية في محاولة للتفاهم حول مرشّح يحظى بتأييد واسع مع التمسك بالمواصفات المطلوبة لمرحلة بناء الدولة"، ومتمسكين ب"أن تكون جلسة 9 كانون الثاني مفتوحة بدورات متتالية حتّى انتخاب الرئيس بحسب الدستور".

ومن الرياض لفتة لدعم لبنان على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذين شددا على السيادة اللبنانية جنوباً، ودعيا إلى "إجراء انتخابات رئاسية بهدف جمع اللبنانيين وإجراء الإصلاحات اللازمة لاستقرار البلد وأمنه"، مؤكدين أنهما "سيواصلان الجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان".