قالت الهيئات المنظمة والمشاركة في المسيرة الوطنية بمناسبة مرور سنة على انطلاق “معركة طوفان الأقصى”، إن مسيرة اليوم الأحد بالرباط، التي شارك فيها المغاربة بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم، هي استفتاء جديد، يؤكد محورية القضية الفلسطينية في الوجدان المغربي، والرفض الشعبي القاطع للتطبيع مع كيان مجرم، يرتكب مجازر وحشية في فلسطين منذ عام كامل، ووسع عدوانه ليشمل دولا أخرى على رأسها لبنان.
مسيرة الرباط استفتاء شعبي جديد يؤكد محورية القضية الفلسطينية في الوجدان المغربي والرفض الشعبي للتطبيع
صرخة لإسقاط التطبيع

وأكدت مجموعة العمل الوطنية أن مسيرة اليوم هي تأكيد شعبي على التضامن المطلق والدعم الكامل للمقاومة في نضالها العادل من أجل تحرير فلسطين، وعودة اللاجئين، والإفراج عن الأسرى، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأضافت المجموعة في كلمتها خلال المسيرة، أن المغاربة، ومن خلال هذا الشكل الاحتجاجي الجديد، يواصلون المطالبة بغلق مكتب الاتصال بالرباط، وإنهاء كل أشكال التطبيع مع الكيان الغاصب، واحترام الإرادة الشعبية المعبر عنها في مئات المسيرات والوقفات، إضافة إلى العرائض التي وقعها الآلاف منهم.


وطالبت المجموعة النيابة العامة بالتحرك بعجالة لمتابعة من ذهبوا للكيان الصهيوني في عز إبادته لغزة، وناصروه علانية، مع دعوتها لمزيد من التعبئة واليقظة إزاء الاختراق التطبيعي، ومواصلة دعم المقاومة.

ولفتت المجموعة إلى أن كل الطيف المغربي توحد اليوم، وصرخ بصوت واحدة “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، مؤكدة أن الطوفان متواصل، وأن المسيرة متواصلة حتى تحرير فلسطين.

وشددت مجموعة العمل على ضرورة ضمان وصول المساعدات العاجلة للفلسطينيين، والوقف الفوري للمجازر، وتفعيل أحكام القانون الدولي الإنساني في مواجهة المجرمين الصهاينة، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، معبرة عن تحيتها لكل المقاومة المساندة للفلسطينيين، وعلى رأسها المقاومة اللبنانية.

التطبيع دعم للصهاينة

بدوره، قال جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي، إن الحشد المشارك في مسيرة اليوم يؤكد أن فلسطين هي البوصلة، وأنها قضية حاضرة في وجدان الشعب المغربي، فالمعركة ضد الصهاينة واحدة، ومساندة فلسطين نضال وليس تعاطف.

وأضاف براجع في كلمته باسم حزب النهج أن سنة مرت على ملحمة طوفان الأقصى التاريخية، التي لولاها لكانت الآن المنطقة بأكملها تمت إعادة هيكلتها تحت الهيمنة الإمبريالية الصهيونية، لكن المقاومة أفشلت ذلك، وفتحت باب التحرر والانعتاق.


وسجل المتحدث أنه وعلى مدار السنة، أبدت المقاومة الفلسطينية صمودا بطوليا، ولم يتمكن الكيان، رغم الدعم الذي حظي به من جميع الدول، من تحقيق أهدافه، وفشل مشروعه بفضل الطوفان.

وأكد براجع الإسناد الشعبي للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية واليمنية والسورية، مع التنديد بالحرب الإجرامية، والدعم الأمريكي والغربي، معتبرا أن الولايات المتحدة هي المجرم الحقيقي، لأن إسرائيل ما هي إلا أداة تنفيذ.

وأدان بشدة استمرار النظام في سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني، معتبرا أن استمراره في التطبيع دعم ومشاركة وتواطؤ في الحرب الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني واللبناني، وأكد استمرار النضال إلى حين إسقاط التطبيع، فهذه المعركة مركزية للشعب المغربي.

رسالة من المقاومة إلى المغاربة

ومن جهته، حمل جمال العسري الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، في كلمته، رسالة من فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، تضمنت تحية خاصة لمدينة طنجة التي أصبحت معروفة بنضالاتها، وتحية لعموم الشعب المغربي.

وأضاف العسري أن فصائل المقاومة حملته رسالة مفادها “لا تصدقوا من يقول إن تضامنكم ومسيراتكم لا تصل، بل هي دعم قوي للمقاومة المسلحة”.

وقال العسري إن ملحمة 7 أكتوبر لم تكن لأجل فلسطين فقط، بل هي ملحمة لتحرير كل الشعوب بالمنطقة، وينبغي عدم نسيان موجات التطبيع كيف كانت إلى غاية 6 أكتوبر، ومشروع الشرق الأوسط، فمعركة الطوفان أسقطت أسطورة الكيان الصهيوني، وأسقطت مخططات أمريكا.

واعتبر أن المعركة ليست معركة الصهاينة، فهؤلاء لم تكن لهم القدرة ليصبروا ولو دقيقة على هذه الحرب، إنما المعركة ضد الولايات المتحدة التي فتحت معاملها وكل خيراتها للكيان، دعمته ماليا وعسكريا وسياسيا في ارتكاب مجازره.

وخاطب العسري المسؤولين قائلا “أما كفتكم هذه الاستفتاءات وهذه الأصوات وهذه المسيرات؟ كل التنظيمات والتوجهات؛ إسلامييها ويسارييها وتقدمييها وأمازيغييها وقومييها، يصرخون بصوت واحد “فلسطين أمانة والتطببيع خيانة”، ويطالبون بإغلاق مكتب التطبيع الصهيوني، وطرد كل الصهاينة تحت أي تمثيلية أو صفة كانوا.

استفتاء جديد على رفض التطبيع

حسن بناجح، القيادي بجماعة العدل والإحسان، قال إن المغاربة هبوا من كل المدن والقرى، ليسجلوا مشهدا آخر من المشاهد المألوفة من الشعب المغربي في مساندته للشعب الفلسطيني، تزامنا مع مرور سنة كاملة من الكفاح والجهاد والبطولات على أرض الواقع، ومن الإبادة والتهجير، وسنة من احتضان الإنسانية للشعب الفلسيطي ودعم نضاله.

وأضاف بناجح أن مسيرة اليوم أكد من خلالها الشعب المغربي إسناده للمقاومة إلى حين دحر الصهاينة وتحرير فلسطين.

وأشار إلى أن المسيرة التي حجت إليها الجموع، هي استفتاء جديد من أجل الموقف الرافض للتطبيع، فالشعب يجدد التأكيد أنه موقفه راسخ بإلغاء كل الاتفاقيات التطبيعية، وأكد أن الذين يصرون على الاستمرار في التطبيع فئة محدودة ومعزولة عن الشعب المغربي.

وسجل القيادي بـ”الجماعة” أن المقاومة عبر “طوفان الأقصى” أحبطت أوهام الكيان، وعلى رأسها أنه جيش لا يقهر، وأثبتت المقاومة أنها بشجاعتها تستمر في تحقيق مرادها بالتحرير.