تحل اليوم الأحد (22 دجنبر) الذكرى الرابعة لتوقيع اتفاقيات التطبيع بين الدولة المغربية وإسرائيل، وهي الذكرى التي تتزامن وإبادة الشعب الفلسطيني في غزة، حيث يرتكب الكيان الصهيوني أبشع جرائم الحرب، وسط صمت وتخاذل وتواطؤ من الدول الغربية والعربية والإسلامية.
بعد أربع سنوات من التوقيع.. التطبيع يتمدد رغم الإبادة في غزة والاحتجاجات الرافضة له تتواصل رغم التضييق
وفي الوقت الذي يتغلغل فيه التطبيع المغربي والعربي مع الكيان ليشمل عدة قطاعات بما فيها العسكرية، تتوسع آلة الحرب الصهيونية لترتكب الجرائم في بلدان أخرى على رأسها لبنان وسوريا، مزهوة بهذه العلاقات التطبيعية التي ألجمت فعل وخطاب الدول المطبعة.



وخلال هذه السنوات الأربع لم تتوقف الساحات والشوارع في المدن المغربية عن المطالبة بإسقاط التطبيع وتجريمه وطرد ممثلي الكيان في الرباط وغلق مكتب الاتصال، رغم المضايقات المختلفة التي واجهت بها السلطات مناهضي التطبيع.

فإضافة إلى حصار الاحتجاجات ومنعها، تعرض مناهضو التطبيع على مدى هذه الفترة للتوقيف والاعتقال، وصدرت في حقهم أحكام سالبة للحرية، وتعرضوا لإصابات خلال عدة أشكال احتجاجية، لكن ذلك لم يوقف مسلسل مناهضة التطبيع، المستمر إلى اليوم، والذي حمى وطيسه أكثر بعد طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.

واليوم، وإلى جانب الاتفاقيات التطبيعية المتزايدة في شتى المجالات، تشير أصابع الاتهام للسلطات المغربية باستقبال سفن محملة بمعدات عسكرية وجهتها جيش الاحتلال، حيث يتم تسهيل مرورها عبر ميناء طنجة، ومنه إلى موانئ إسرائيل، ثم إلى الجيش الصهيوني، وصولا إلى أجساد الفلسطينيين واللبنانيين وضحايا العدوان الصهيوني، وهي الاتهامات التي لم تكلف أي جهة نفسها عناء تكذيبها، في الوقت الذي يواصل ميناء طنجة استقبال هذه السفن.

وعلى غرار الأيام والأشهر السابقة، تخرج اليوم احتجاجات بأزيد من 20 مدينة مغربية، إحياء للذكرى الرابعة لتوقيع التطبيع، من أجل تذكير موقعيه بمسؤولياتهم فيما يتم اقترافه في حق الأبرياء على يد الصهاينة، حيث يعتبر مناهضو التطبيع أن هذا الأخير شجع الكيان أكثر للتمادي والجرأة على سفك دماء الغزيين وحصارهم، وتقتيل اللبنانيين، واحتلال أراضي سورية جديدة.

ودعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إلى المشاركة المكثفة في هذه الاحتجاجات، تحت شعار “مناهضة التطبيع ودعم كفاح الشعب الفلسطيني، مسيرة واحدة”.

وتشكل الذكرى الرابعة للتطبيع، حسب الجبهة، مناسبة من أجل التعبير من جديد عن الموقف الشعبي الرافض بالكل والمطلق لهذه العلاقات مع كيان مجرم يتابع زعماؤه من طرف المحكمة الجنائية الدولية.

ومن بين المدن التي تشهد احتجاجات في اليوم الوطني 19 لمناهضة التطبيع، يومه الأحد، الدار البيضاء وطنجة و الرباط ومراكش ومكناس ووجدة والناظور وآسفي وبني ملال، وعدة مدن أخرى.