المفاوضات تحرز تقدّما والغارات الإسرائيلية تواصل عدوانها على الضّاحية وأنحاء متفرقة من لبنان

استهدفت غارات إسرائيلية متلاحقة، الخميس، ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، الذي تبنى بدوره للمرة الأولى استهداف قاعدة جوية عسكرية في جنوب إسرائيل، في خضم مواجهة مفتوحة بين الطرفين منذ شهرين.

ومنذ فجر الخميس، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن ثلاث جولات من الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، عقب إنذارات إسرائيلية للسكان بإلاخلاء.

وجاءت الغارات التي كانت قد توقفت منذ فجر الثلاثاء، بعد ساعات من مغادرة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى إسرائيل، في إطار الوساطة التي يقودها من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب.

وأظهر البث المباشر سحب دخان تتصاعد من ضاحية بيروت الجنوبية وأطرافها إثر الغارات خلال ساعات النهار.

وتعرضت منطقة حارة حريك فجر الخميس لثلاث غارات، قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت "مقرات قيادة... وبنى عسكرية" استخدمها حزب الله "لتخطيط وتنفيذ مخططات إرهابية ضد مواطني إسرائيل".

وظهرا، أفادت الوكالة الوطنية بأن "الطيران الحربي المعادي شنّ غارة" على منطقة حارة حريك، وغارتين على منطقة الكفاءات، أسفرت إحداها عن دمار مبنى وتضرر عدد من الأبنية المحيطة به.

وفي إطار "الجولة الثالثة من الغارات على الضاحية الجنوبية"، استهدفت غارتان منطقة حارة حريك، بينما طالت الغارة الثالثة شارع الجاموس في منطقة الحدث، بحسب الوكالة.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أكمل سلسلة ثالثة من الغارات على "مراكز قيادة لحزب الله" في ضاحية بيروت الجنوبية.

وجاء ذلك بعيد توجيه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للغة العربية أفيخاي أدرعي إنذارا رابعا بإخلاء ثلاثة أبنية في منطقة الغبيري، جرى استهداف اثنين منها حتى اللحظة.

وتبنى حزب الله من جهته استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية وتحركات جنود عند أطراف بلدات حدودية في جنوب لبنان، بينها الخيام، حيث تحاول القوات الإسرائيلية التوغل منذ أيام.

وأعلن الحزب للمرة الأولى استهدافه برشقة من "الصواريخ النوعية" الخميس قاعدة حتسور الجوية شرق مدينة أشدود، الواقعة في جنوب إسرائيل على بعد حوالى 150 كيلومترا من الحدود مع لبنان.

وطالت الغارات الإسرائيلية الخميس مناطق عدة في شرق لبنان وجنوبه. ووجه الجيش الإسرائيلي صباح الخميس إنذارات إخلاء للسكان طالت مبنى في مدينة صور الساحلية، وثلاث مناطق قريبة منها.

و أفادت مصادر رسمية لبنانية مساء الخميس، بأن التفاؤل مستمر بنسبة كبيرة بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقالت هذه المصادر: "الاتصالات قد تثمر عن اتفاق بحلول نهاية الأسبوع إن لم يطرأ ما يعرقلها من خارج السياق".

كما نقل  عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار قولهم إنه تم إحراز "تقدم كبير" نحو اتفاق وقف إطلاق النار، لكن لا تزال هناك بعض الفجوات التي يتعين سدها

وذكر مسؤولون إسرائيليون كبار أنه من المتوقع أن يعود المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى واشنطن مساء الخميس، مبرزين أنه "من غير المتوقع الإعلان عن أي اتفاق قبل الأسبوع المقبل".

وقال مسؤول أميركي كبير: "المفاوضات مستمرة مع الجانبين".

و نقلت صحيفة "معاريف" عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: "تقدم كبير آخر أحرز بعد زيارة هوكستين وضاقت الفجوات لإحراز تسوية على جبهة لبنان".

وأبرز: "التقديرات تشير إلى إمكانية التوصل إلى تسوية في غضون أسابيع قليلة وربما أسبوعين".

 وقال مسؤول لبناني كبير، الخميس، إن لبنان يسعى إلى إدخال تعديلات على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار من أجل ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية بوتيرة أسرع من جنوب لبنان ومنح كلا الطرفين الحق في الدفاع عن النفس.

وطلب مسؤولون لبنانيون التعديلات خلال اجتماعات مع الوسيط الأميركي في بيروت هذا الأسبوع. ويعمل هوكستين على إبرام اتفاق خلال الشهرين الأخيرين لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل إنهاء الحرب بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل.
وتشير التعديلات التي يسعى لبنان إلى إدخالها إلى أن هوكستين لا يزال يتعين عليه بذل جهود من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، الذي قال إنه "في متناول أيدينا" خلال زيارة إلى بيروت يوم الثلاثاء. ولم ترد في السابق تقارير عن تفاصيل الاتفاق.

وذكر المسؤول اللبناني لرويترز أن "الطرف اللبناني يشدد على ضرورة الانسحاب فورا فور إعلان وقف إطلاق النار لكي يتسنى للجيش اللبناني أن ينتشر في كل المناطق، ولكي يسمح للنازحين بالعودة فورا (إلى ديارهم)".

وأضاف المسؤول أن موقف إسرائيل هو الانسحاب في غضون 60 يوما من إعلان الهدنة.

للمرة الأولى غارات إسرائيلية على مواقع للقوات السورية و حزب الله في إدلب

غارات إسرائيلية مكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت وسقوط ضحايا في صور عقب إنذارات بالإخلاء