ملّ بل وتعب قلب الحاج محمود عبد العزيز الجبور "أبو نبيل" (78 عاماً) من ساعات الانتظار الطويلة وسط البرد الذي شهده قطاع غزّة في اليومين الماضيين ، ولاقى وجه ربه بعد ان فارق الحياة صباح الأحد الماضي، بعدما أمضى يومين وهو ينتظر بفارغ الصبر و يتطلع بحرقة إلى حرية نجله المعتقل منذ الخامس من مارس 2024، خلال محاصرة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لمدينة حمد.
رحل الحاج أبو نبيل قبل أن ينال أمنيته الأخيرة باحتضان ابنه الأسير "ياسر"، الذي كان من المقرر الإفراج عنه، يوم السبت الماضي، ضمن صفقة التبادل التي أفشلها الاحتلال، بعدما تنصّل من إطلاق سراح أكثر من 600 أسير فلسطيني، رغم إفراج المقاومة عن ستة أسرى صهاينة.
وقضى الحاج يومه الأخير متلهفاً لرؤية نجله، غير أن ساعات المساء جاءت ثقيلة، تلتها صدمة الصباح، إذ لم يلتزم الاحتلال بتنفيذ الصفقة، لتزداد معاناته ويخونه قلبه الضعيف، فيرحل بنوبة قلبية مفاجئة.
تقول ابنته نبال، والدموع تنهمر من عينيها: "استيقظ والدي مبكراً، طالباً مني تجهيز ملابسه للخروج مع إخوانه لانتظار الإفراج عن شقيقي ياسر، لكن الاحتلال أصرّ على سرقة الفرحة كما سرق حريتنا".
وأضافت بحزن يعتصر قلبها: "عرقلة الاحتلال لعملية الإفراج والمماطلة المستمرة بعد تنفيذ الصفقة، زادت من توتر والدي وتدهورت حالته الصحية سريعاً، حتى غادرنا فجأة، دون أن يحقق حلمه برؤية ياسر حراً".
وأعربت عن حزنها العميق لأن شقيقها سيخرج من الأسر ليجد والده قد فارق الحياة، داعية الله أن يمنحهم الصبر والسلوان على هذا الفقد الأليم.
وأشارت إلى أنهم عاشوا شهوراً من القلق والوجع قبل أن يعرفوا أن ياسر يقبع في سجن "سديمان" سيئ السمعة، حيث كانت الأخبار المتناقلة من الأسرى المفرج عنهم حول معاناة المعتقلين هناك تزيد من مخاوفهم على حياته.
وختمت حديثها بصوت خافت: "عاش أبي أيامه الأخيرة مترقباً لحظة الإفراج عن شقيقي، لكنه لم يحتمل صدمة الانتظار الموجع، فخطفه الموت قبل أن تكتمل فرحتنا".
وبحسب إحصائيات فلسطينية، اعتقل الاحتلال "الإسرائيلي" منذ عام 1967 نحو مليون فلسطيني، فيما يقبع حالياً ما يقارب عشرة آلاف أسير من قطاع غزة والضفة الغربية في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، بانتظار فجر الحرية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
محاكمة نتنياهو بتهم الفساد تشهد توتراً ومشادات في الجلسة العاشرة
حماس تسلم جثث 4 إسرائيليين الخميس ونتنياهو يوافق على بدء مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل