يحيي الشعب المغربي، إلى جانب أسرة المقاومة وجيش التحرير، اليوم الجمعة، الذكرى 67 لمعركة الدشيرة والذكرى 49 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية، في أجواء تعكس روح الاعتزاز والتعبئة الوطنية المتواصلة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.
وتعد هاتان المناسبتان محطة بارزة في مسيرة الكفاح الوطني، حيث جسدتا ملحمة نضالية خاضها جيش التحرير بالجنوب المغربي ضد الاحتلال الأجنبي، تأكيدا على التلاحم العميق بين العرش والشعب في سبيل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية.
وقد توج هذا النضال الوطني بالمسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعها المغفور له الملك الحسن الثاني، فكانت إيذانا بإنهاء الوجود الأجنبي في الأقاليم الجنوبية. ومنذ ذلك الحين، واصل أبناء هذه المناطق تشبثهم الراسخ بمغربيتهم، مجددين ولاءهم لملوك الدولة العلوية، ورافضين كافة المؤامرات التي تستهدف الوحدة الترابية للمملكة.
وتعد معركة الدشيرة محطة بارزة في تاريخ الكفاح الوطني، حيث ألحق جيش التحرير هزائم متتالية بقوات الاحتلال الأجنبي بين عامي 1956 و1960، في معارك عديدة ك"الرغيوة" و"المسيد" و"ام لعشار". وردا على هذه الانتصارات، تحالفت قوى الاستعمار في معركة "اكوفيون" لمحاولة كبح المقاومة المغربية، لكن صمود المغاربة ظل راسخا لإعلاء راية الوطن.
وقد واجه المغرب استعمارا مزدوجا قسم أراضيه بين النفوذ الفرنسي والإسباني، مما جعل التحرير مهمة شاقة تطلبت تضحيات جساما من العرش والشعب، حتى تحقق الاستقلال عام 1955 بعودة المغفور له محمد الخامس من المنفى، ليبدأ المغرب بعد ذلك مرحلة الجهاد الأكبر لاستكمال وحدته الترابية وبناء دولته الحديثة.
وشهدت ملاحم التحرير بالجنوب عام 1956 استكمال الاستقلال الوطني، حيث نجح المغرب بقيادة المغفور له محمد الخامس في استرجاع طرفاية عام 1958 بفضل التلاحم بين العرش والشعب، واستمر الكفاح في عهد المغفور له الحسن الثاني، حيث تم استرجاع سيدي إفني سنة 1969، ثم جاءت المسيرة الخضراء في 6 نونبر 1975، التي توجت بعودة العيون إلى الوطن في 28 فبراير 1976، ثم استرجاع وادي الذهب في 14 غشت 1979.
واليوم، يواصل المغرب بقيادة الملك محمد السادس مسيرته التنموية والدفاع عن وحدته الترابية، منخرطا في مسار التحديث والتقدم، وفي تخليدها للذكرى 67 لمعركة الدشيرة والذكرى 49 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية، تجدد أسرة المقاومة موقفها الثابت في الدفاع عن مغربية الصحراء، مؤكدة رفضها لأي مساومة أو تنازل عن أي شبر من التراب الوطني.
وفي هذا السياق، ذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ، بمضامين الخطاب الملكي السامي لجلالته بمناسبة افتتاح السنة التشريعية، يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024، وفي سبيل مواصلة الترافع عن القضية الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية، والذي أكد فيه جلالته على الأهمية القصوى لملف قضية الصحراء المغربية، معتبرا إياها "القضية الأولى لجميع المغاربة".
وبهذه المناسبة المجيدة، سطرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير برنامجا للأنشطة والفعاليات المخلدة لهذين الحدثين المجيدين، في الفترة الممتدة من الجمعة 28 فبراير إلى الأحد 2 مارس 2025، بكل من أقاليم العيون والسمارة وبوجدور، تشتمل على مهرجانات خطابية وندوة فكرية، بحضور السلطات الإقليمية والمحلية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، والمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير.
وستلقى خلالها كلمات وشهادات للإشادة بفصول هذه الملحمة البطولية وإبراز مكانتها المتميزة في سجل تاريخ الكفاح الوطني الطافح بروائع النضالات من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الوطنية والترابية، فضلا عن تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتوزيع إعانات مالية وإسعافات اجتماعية على عدد من أفراد هذه الأسرة الجديرة بموصول الرعاية والعناية والتشريف.
كما سيتم بنفس المناسبة، تنظيم برامج أنشطة وفعاليات تربوية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية بسائر النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية وفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير المفتوحة عبر التراب الوطني، وتعدادها 104 فضاء/ وحدة، بتنسيق وشراكة مع القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والهيآت المنتخبة والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني.
قد يهمك أيضــــــــــــــا