القمة الأوروبية تناقش دعم أوكرانيا وسط مخاوف من تغيّر الموقف الأميركي

على وقع مبادرات لإيجاد حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، عقد قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل قمة لمناقشة دعم كييف خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد اعتزام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف المساعدات عن أوكرانيا.

واعتبر القادة الأوروبيون في تصريحاتهم خلال القمة، إن أوروبا وأوكرانيا تواجهان "لحظة حاسمة"، ووحّد القادة موقفهم الرافض لما وصوفوه "السلام المفروض على أوكرانيا.

وتزايد التوتر في أوروبا منذ المشادة الكلامية العلنية بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض الأسبوع الماضي.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الخميس إنه "متفائل بحذر" بإمكان تخطّي أوكرانيا والولايات المتّحدة الخلاف بينهما، مرحباً بالنقاش بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، حول "كيفية المضيّ قدما في هذا الأمر وكيفية حلّ بعض الصعوبات"، معربا عن ثقته في أنّ "الأمور يمكن أن تتحرك إلى الأمام بالمعنى الإيجابي".

وعقب القمة الأوروبية، أفاد مسؤول أوكراني رفيع المستوى لوكالة فرانس برس بأنّ وفدا أميركيا وآخر أوكرانيا سيجتمعان الثلاثاء المقبل في الرياض في ظلّ سعي كييف إلى تحسين علاقاتها مع الإدارة الأميركية.

ومن المرتقب أن يقود رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرمارك الوفد الأوكراني الذي قد يشمل أيضا وزير الدفاع رستم عمروف.

وكان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قد أعلن في وقت سابق أنه ينوي الاجتماع بوفد أوكراني الأسبوع المقبل في السعودية لكن من دون الكشف عن الموعد المحدّد.

وبعد ثلاث سنوات على الغزو الروسي لأوكرانيا، تركت مبادرات إدارة ترامب تجاه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الكثيرين في أوروبا قلقين من أن القارة لن تكون قادرة على الاعتماد على الدعم الأمريكي لأمنها.

وتطرق قادة الاتحاد الأوروبي إلى ما يمكن أن تفعله إستونيا المتاخمة لروسيا، لتعزيز أمنها، إذ قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن "كل الخيارات مطروحة" عندما يتعلق الأمر بتمويل الدفاع في إستونيا، من المنح إلى تغيير القواعد المالية.

وأضافت كالاس، رئيسة الوزراء الإستونية السابقة، "نحن بحاجة حقاً إلى الاستثمار بشكل أكبر في الدفاع".

فيما أعلنت السويد الخميس عزمها إرسال ما يصل إلى ثماني طائرات مقاتلة من طراز غريبن للانضمام إلى مهمة حلف شمال الأطلسي المتمثلة بمراقبة المجال الجوي لبولندا المحاذية لأوكرانيا.

وقالت وزيرة الخارجية ماريا مالمر ستينرغارد إن الطائرات ستشارك في عملية مكلفة حماية المركز اللوجستي الرئيسي الذي يجمع الدعم لأوكرانيا، مضيفة أن ستوكهولم سترسل "ما يصل إلى ثماني طائرات طراز ياس غريبن مع طواقم خاصة بها".

وجاء هذا الإعلان قبل ساعات قليلة من انطلاق القمة الاستثنائية في بروكسيل، إذ قال وزير الدفاع السويدي بال يونسون إن "هذه المرة الأولى التي شتارك فيها طائرات مقاتلة سويدية في عمليات مراقبة الأجواء من أراضي دولة حليفة".

وأضاف أن مهمة سلاح الجو ستشمل ست إلى ثماني طائرات غريبن وقرابة 110 من أفراد الطواقم.

وعلقت السويد العام الماضي علقت خططاً لإرسال طائراتها المقاتلة هذه المصنعة محليا إلى أوكرانيا استجابة لطلب دول شريكة إعطاء الأولية لطائرات إف-16 الأميركية.

والإثنين، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن حزمة دفاع غير مسبوقة أطلق عليها اسم "إعادة تسليح أوروبا"، وقالت إن أوروبا مستعدة لتعزيز إنفاقها الدفاعي "بشكل هائل" و"بالسرعة والطموح اللازمين".

وقالت إن المقترحات الثلاثة الموضحة في خطة إعادة تسليح أوروبا من شأنها أن تدعم أوكرانيا و"تعالج الحاجة طويلة الأمد لتحمل قدر أكبر من المسؤولية" عن الأمن الأوروبي.

وتتضمن المقترحات، توفير 150 مليار يورو على شكل قروض لشراء الأسلحة أو للاستثمارات المشتركة، إضافة إلى "السماح للدول بزيادة مستويات العجز لإفساح المجال لمزيد من الإنفاق الدفاعي"، وإعادة توجيه أموال مخصصة لبرامج أخرى نحو الإنفاق الدفاعي.

وقد يصل حجم الإنفاق الدفاعي إلى نحو 800 مليار يورو، وفق فون دير لاين.

من جانبه، قال وزير الجيوش الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، إن فرنسا تقدم معلومات استخباراتية عسكرية لأوكرانيا.

وفي إشارة إلى القلق العميق، أعلن ماكرون الأربعاء، أنه يريد "فتح نقاش استراتيجي" بشأن حماية أوروبا بواسطة المظلة النووية الفرنسية، على خلفية التقارب بين موسكو وواشنطن، موضحاً أن قرار اللجوء إليها سيبقى "في يدي" الرئيس الفرنسي.

وقال ماكرون في خطاب متلفز، "استجابة للدعوة التاريخية التي وجهها المستشار الألماني العتيد (فريدريش ميرتس)، قررت فتح النقاش الاستراتيجي بشأن حماية حلفائنا في القارة الأوروبية عبر الردع".
موسكو: الوقف المؤقت لقتال غير مقبول

من جانب آخر، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن الوقف الموقت لإطلاق النار في أوكرانيا، كما اقترحت أطراف مثل باريس وكييف، هو أمر "غير مقبول على الإطلاق".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنه "من الضروري التوصل الى اتفاقات متينة بشأن حل نهائي" للحرب، معتبرة أن أي هدنة محددة زمنيا تتيح للقوات "إعادة تنظيم" صفوفها، هي "أمر غير مقبول على الإطلاق لأنها ستؤدي إلى عكس النتيجة المرجوة".

فيما انتقد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب تصريحاته حول عدم ثقة الأوروبيين في "تصديق كلمات" زعماء روسيا، قائلاً إنهم انتهكوا وقف إطلاق النار السابق.

وأضاف أن نشر القوات الأوروبية في أوكرانيا يمكن أن يكون ضمن الضمانات الأمنية المحتملة لحماية اتفاق السلام.

واعتبر بيسكون إن "الخطاب موجه للغاية، ولا يمكن اعتباره خطاب رئيس دولة يفكر في السلام"، مشيراً إلى أنه "يمكن استنتاج أن فرنسا تفكر في الحرب أكثر".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :