هبة بريس - محمد زريوح في الوقت الذي تشهد فيه مدن كبرى مثل الرباط والدار البيضاء ومراكش خطوات ملموسة لتعزيز البنية التحتية للسينما، يظل سكان الناظور يتساءلون عن مصير الوعود التي قُطعت لتحسين القطاع الثقافي في مدينتهم. إعلان لجنة دعم رقمنة وتحديث وإنشاء القاعات السينمائية عن تخصيص 12 مليون درهم لدعم إنشاء قاعات سينمائية جديدة في مدن أخرى، جاء ليسلط الضوء على غياب مبادرات مماثلة للناظور، على الرغم من الوعود التي أُعلنت في وقت سابق. كانت الناظور قد شهدت توقيع اتفاقية شراكة بين رئيس الجماعة ومركز الذاكرة المشتركة، بهدف إنشاء قاعات سينمائية ودعم البنية التحتية الثقافية. هذه الاتفاقية، التي لاقت ترحيبًا واسعًا عند الإعلان عنها، لم تُترجم إلى واقع ملموس حتى الآن. ورغم أهمية السينما كوسيلة للتواصل الثقافي وتعزيز الوعي المجتمعي، فإن المشروع ظل عالقًا في خانة الوعود دون أي تقدم فعلي. تنتظر الساكنة المحلية منذ سنوات تنفيذ هذه المشاريع التي من شأنها أن تعزز دور المدينة كمركز ثقافي. إلا أن الجمود الذي يلف هذه الاتفاقية أثار استياء العديد من الفعاليات الثقافية والحقوقية، التي ترى أن الناظور تُهمَّش بشكل غير مبرر في خطط تطوير البنية التحتية الثقافية بالمغرب. ويتساءل المواطنون عن الأسباب التي أدت إلى غياب الالتزام بتنفيذ هذا المشروع، وعن مصير الميزانيات التي كان من المفترض أن تُرصد لتحقيق هذه الأهداف. في المقابل، تتمتع مدن كبرى مثل الرباط والدار البيضاء بدعم مادي ومشاريع ملموسة لتطوير قاعات سينمائية حديثة. إعلان لجنة دعم رقمنة القاعات السينمائية عن تخصيص ميزانيات لإنشاء قاعات في هذه المدن، يعكس استراتيجية واضحة لدعم الثقافة السينمائية في المغرب، لكنه يسلط الضوء أيضًا على الفجوة في توزيع هذه المشاريع بين مختلف مناطق المملكة. العديد من الفاعلين الثقافيين في الناظور يرون أن مثل هذه المبادرات يجب أن تشمل جميع المدن دون استثناء. فالناظور، باعتبارها منطقة ذات أهمية ثقافية واستراتيجية، تستحق أن تكون ضمن أولويات خطط التنمية الثقافية. وبدلًا من الاقتصار على الوعود، يجب اتخاذ خطوات عملية لترجمة هذه المشاريع إلى واقع يخدم الساكنة ويعزز الحضور الثقافي للمدينة. السينما ليست مجرد أداة للترفيه، بل هي وسيلة لتعزيز الهوية الثقافية وفتح آفاق جديدة للحوار المجتمعي. من المؤسف أن تبقى الناظور خارج دائرة الاهتمام، في وقت تسير فيه مدن أخرى بخطى حثيثة نحو تطوير بنيتها الثقافية. اليوم، تجد الناظور نفسها أمام تساؤلات مشروعة حول مصير الاتفاقية التي أُبرمت سابقًا، وحول مدى جدية الجهات المعنية في الوفاء بالتزاماتها تجاه مدينة بوابة أروبا .