هبة بريس - أحمد المساعد
أطلقت السلطات الجزائرية دفعتين من الشباب المغاربة المرشحين للهجرة غير النظامية يومي 20 و21 نونبر الجاري، وذلك عبر المعبرين الحدوديين “جوج بغال” قرب مدينة وجدة و”العقيد لطفي” بمنطقة مغنية.
هذه الخطوة جاءت بعد توقف دام شهرين، وشملت 43 شخصًا من بينهم مهاجرون وعمال في قطاع البناء، كانوا محتجزين في الجزائر على خلفية دخولهم الأراضي الجزائرية بطريقة غير قانونية.
وفي هذا السياق، أصدرت الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة بيانًا، أكدت فيه أن المفرج عنهم ينحدرون من عدة مدن مغربية، من بينها فاس، مكناس، وجدة، وسلا.
وأضاف البيان أن عملية الإفراج تمت وفق الإجراءات المعتادة التي تُتبع في مثل هذه الحالات، حيث حرصت الجمعية على متابعة جميع مراحل التسليم، وصولاً إلى استقبال بعض العائدين في مقرها، لتقديم الدعم اللازم لهم وإعادة إدماجهم في المجتمع المغربي.
وأوضحت الجمعية، أنها تتلقى يوميًا ملفات جديدة تتعلق بالمفقودين والمحتجزين، مما يعكس حجم المأساة التي يعيشها العديد من الشباب المغاربة الذين يحلمون بالهجرة لتحقيق ظروف حياة أفضل. وأبرزت الجمعية أن المافيات وشبكات التهريب التي تتاجر في معاناة هؤلاء الأشخاص والعائلات التي تبحث عن أبنائها هي من بين أكبر التحديات التي تواجهها.
لذلك، شددت الجمعية على ضرورة فضح هذه الشبكات والتصدي لها بكل الوسائل القانونية الممكنة، متعهدة بالترافع أمام القضاء لملاحقة جميع المتورطين في هذه الأنشطة غير المشروعة.
كما دعت الجمعية السلطات في كل من المغرب والجزائر إلى اتخاذ خطوات جادة نحو فتح الحدود بين البلدين، أو على الأقل إنشاء ممرات إنسانية تتيح للعائلات التنقل بحرية للبحث عن ذويها المفقودين أو زيارة المحتجزين.
وأشارت إلى أن هذا الإجراء الإنساني سيكون خطوة نحو تعزيز الروابط الاجتماعية بين الشعبين المغربي والجزائري، ويأتي في إطار الالتزام بالاتفاقيات الدولية التي تضمن حقوق الإنسان وكرامته.
وأثار البيان أيضًا، قضية مئات الشباب المغاربة الذين لا يزالون قيد الحجز الإداري في الجزائر، في ظروف تُثير قلق المنظمات الحقوقية.
كما أشار إلى وجود جثامين لمواطنين مغاربة بانتظار الترحيل إلى بلدهم، حيث تعاني عائلاتهم من طول فترة الانتظار.
وفي هذا الصدد، أشادت الجمعية بالجهود التي تبذلها القنصليات المغربية لتسوية أوضاع هؤلاء المحتجزين بالتنسيق مع السلطات الجزائرية، مؤكدة أهمية تعزيز التعاون بين الطرفين للإسراع في معالجة هذه الملفات العالقة.