هبة بريس ـ الرباط خلف سقوط لافتة ضخمة على شاحنة في منطقة "لاكوت" بالقرب من المحطة متعددة الأنماط في بلدية بئر مراد رايس بالعاصمة الجزائر، وذلك قبل أقل من 24 ساعة من افتتاح المشروع غضبا شعبيا كبيرا. هذا الحادث الذي وقع في لحظة كان من المفترض أن تحتفل فيها الجزائر بتدشين مشروع مهم، أثار موجة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المواطنون عن استيائهم الشديد من تكرار مثل هذه الحوادث التي تلطخ سمعة المشاريع الوطنية. الحادثة لا تعكس فقط فشلًا في تنفيذ المشروع، بل تُسلّط الضوء على مشكلات أعمق في النظام الجزائري، بدءًا من الغش الذي قد يكون قد ترافق مع تنفيذ المشروع، وصولاً إلى تهاون المراقبين وتواطؤ المسؤولين المعنيين. علق عدد من الجزائريين على الحادثة معتبرين أن السلطات الحالية تحت حكم العسكر مشغولة بشكل أكبر بالقضايا السياسية مثل دعم الحركات الانفصالية والمنظمات المعادية، حيث يتم صرف أموال الشعب بسخاء على هذه القضايا، بينما المشاريع الوطنية داخل البلاد لا تحظى بنفس الاهتمام، سواء في تنفيذها بالشكل المطلوب أو في ضمان عدم هدرها وسرقتها. وحمّل العديد من المواطنين المقاولين المسؤولية الكاملة عن الحادث بسبب عدم التزامهم بالجودة والمواصفات المتفق عليها، في حين أكّد آخرون أن المراقبين والمسؤولين لم يقوموا بدورهم في التأكد من تطبيق معايير الأمان اللازمة. [caption id="attachment_576954" align="aligncenter" width="300"]فشل المشاريع في الجزائر فشل المشاريع في الجزائر[/caption] هذه الحادثة ليست معزولة، بل تأتي في سياق سلسلة من الحوادث التي طالت مشاريع أخرى في الجزائر، ما يثير تساؤلات عن مدى قدرة الحكومة على ضمان تنفيذ المشاريع وفقًا للمعايير المطلوبة. فكل حادث من هذا النوع يُزيد من تآكل ثقة المواطن في قدرة الجهات المعنية على إتمام المشاريع بأعلى درجات الجودة والأمان. وقد أشار الكثيرون إلى أن هذه الحوادث تؤثر سلبًا على سمعة المشاريع في الجزائر، وتزيد من قناعة المواطن بأن هناك تهاونًا في متابعة تنفيذ المشاريع، مما يفتح الباب أمام الفساد وسوء الإدارة. ويتساءل الجميع: هل ستظل هذه المشاريع تحت رحمة التهاون والتواطؤ، أم أن هناك خطوات جادة سيتم اتخاذها لمعاقبة المسؤولين عن هذا الفشل المتكرر؟