هبة بريس -يوسف أقضاض
هاجمت صحيفة "algeriatimes" خطوة الجزائر باحتضان مرتزقة من تجار المخدرات من أصول ريفية من أجل زعزعة استقرار المملكة المغربية.
ووصفت ذات الصحيفة أن خطوة رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون بالطائشة والفاشلة باحتضان جمهورية الريح في "الشبك" وأصبحت أضحوكة مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت الصحيفة الجزائرية خبر تنظيم المخابرات الجزائرية مؤتمرًا بعنوان "جمهورية الريف وحق استعادة الاستقلال"، بدعم مباشر من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية الجزائرية.
وافادت ذات الجريدة أنه قد تم تبرير هذه المبادرة بأنها جزء من استراتيجية سرية تهدف إلى إثارة الفتنة وزعزعة استقرار المغرب من خلال تسويق "قضية الريف" على الساحة الدولية، خاصة في إفريقيا.
وقالت الصحيفة أن المؤتمر الذي أُقيم في العاصمة الجزائرية بحضور وسائل إعلام محلية وزعماء سياسيين جزائريين، كان أيضًا بمشاركة وفود من دول مثل جنوب إفريقيا وموزمبيق وسط مقاطعة دولية وغياب الإعلام الدولي.
وأكدت نفس المصدر أن الجزائر خصصت لهذا الحدث ميزانية ضخمة قدرها 5 ملايين يورو، مع إمكانية زيادتها، في خطوة تعكس تصميم الجزائر على تحريك المياه الراكدة في ملف الصحراء المغربية بعد الفشل الدبلوماسي الكبير الذي تعرضت له.
وأوضحت الصحيفة الجزائرية أن الجزائر وفرت مقر فخم في العاصمة الجزائرية، وميزانية كبيرة، لتنظيم رحلات ومهام خارجية، ولوجيستيكية ووضع سفارات الجزائر بالخارج تحت رهن وتصرف أعضاء جمهورية الريح في الشبك والمضحك أن جلهم يتاجرون في المخدرات في دول أوروبية على شاكلة عصابة البوليساريو، كواجهة دبلوماسية جزائرية ضد المغرب.
على الرغم من دعم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لهذا المؤتمر، إلا أن الخطوة أثارت سخرية واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المغاربة عن استهزائهم بهذا التحرك.
وقد وصل الأمر إلى أن بعض الشباب المغاربة أطلقوا رسائل ساخرة تدعو تبون إلى "فتح جمهورية جديدة" أو "دعم مناطق أخرى" في المغرب على غرار الريف.
من بين التعليقات التي لاقت تفاعلًا واسعًا، كان هناك دعوات من شباب من مختلف مناطق المغرب، مثل جبالة وفاس وسلا، يطلبون من تبون تقديم دعم مماثل لتأسيس "جمهوريات" جديدة في مناطقهم، بما في ذلك الدعم المالي والمزايا الأخرى.
وفي تعليق ساخر نشرته ذات المصدر جاء فيه : "أريد زوجة من القبايل وزوجة من الصحراء، فأنا لا أريدها من العاصمة وضواحيها، فأنا شريف إبن شريف ولا يمكن أن أتزوج لقيطة بنت لقيط بوتقبة أما من ناحية المال فأنا لن أطلب الشيء الكثير، تكفيني 1000 euro في الشهر ...".
وفي تعليق أخر ساخر الى تبون من فاس : "نحن كذالك في فاس بغينا نديروا جمهوريه ديالنا طالبين من البوال شنقريحه يعطينا قسنطينه و قصر وطياره تكون تحت تصرفنا و شويه دالفلوس".
وبعض الرسائل استحضرت بشكل ساخر الدعم الذي تقدمه الجزائر للجماعات المسلحة مثل البوليساريو.
هذا التصعيد الجديد من الجزائر لم يُنظر إليه إلا كحركة طائشة تفتقر إلى الحكمة، وهي محاولة لخلط الأوراق في المنطقة خدمة لأجندات سياسية لا تنطوي إلا على التوترات.
وقد أدت هذه الخطوة إلى تساؤلات حول جدوى هذا الدعم المباشر لجماعات مشبوهة، في وقت يعاني فيه الشعب الجزائري من أزمات داخلية متعددة.
في النهاية، تبدو هذه المحاولات مجرد حلقة جديدة في مسلسل طويل من المواجهات غير المجدية من نظام العسكر في الجزائر، والتي لا تخدم إلا مصالح المتطرفين والمروجين للأزمات، دون أن تؤثر بشكل حقيقي في الواقع على استقرار المغرب، الذي يبقى في موقف أقوى على الصعيدين الداخلي والدولي.