شجرة رؤساء الجزائر

بقلم نورالدين زاوش رئيس جمعية المعرفة أولا ليس أخطر ما أصاب المقبور "هواري بومدين" هو مرض الموت الغريب الذي ألمَّ به، حتى عاد وزنه أقل من عشرين كيلوغراما؛ بل الأخطر منه داء الحَوَل الذي أصابه، مما جعله يضع الحَجَرة في حذاء الجزائر بدل أن يضعها في حذاء المغرب؛ لأن الداء الأول أهلك جسدَ شخصٍ واحد مهما علا شأنه؛ أما الثاني فقد أهلك بلد الجزائر بأكملها حتى عاد مواطنوها أمواتا وهم ما زالوا على قيد الحياة. العجيب في داء الحَوَل هذا أنه انتقل من رئيس إلى رئيس، ومن حكومة إلى حكومة، ومن قائد أركان الجيش إلى قائد أركان الجيش، حتى عاد شرطا ضروريا لمجرد الترشح للانتخابات الرئاسية الصورية التي تُجرى كل خمس سنوات، في انتظار أن يُعدّل الدستور ليصبح خمسين سنة. لولا هذا الحَول الذي جعل نظام العسكر يرى القذاة في عين جاره ولا يرى الجذع في عينه، لَما تحدث الرئيس "عبد المجيد تبون" عن أصل الكاتب "بوعلام صنصال"، ولما وصفه باللص واللقيط مجهول الهوية والأب؛ في الوقت الذي تشير فيه المادة التاريخية، التي لا تحابي أحدا، بأن والد الرئيس الجزائري المدعو "أحمد تبون"، قدس الله سره، كان لصَّ أثواب، حسب ما نشرته الجريدة الفرنسية "الصحافة الحرة" بتاريخ 11 مارس 1931م في صفحة الأحداث. مَثَل الشجرة العائلية "الحَوْلاء" لرؤساء الجزائر وقادتِها كمثل شجرة خبيثة اجتُثَّت من فوق الأرض ما لها من قرار، فأب الرئيس الحالي سيدي "أحمد تبون" كان لصّا محترفا يتصدر عناوين الجرائد الفرنسية، وابنه "خالد تبون" تاجر دوليٌّ في المخدرات؛ ولولا انتخاب أبيه رئيسا "للقوة الضاربة" لظل في السجن إلى يوم يبعثون؛ أما ابنته الصغرى لالَّة "مَهَا" فهي مجرد عُوَيْهِرة لا غير، حملت بطريقة غير شرعية، قبل شهور فقط، من مستشاره الشخصي "أحمد بوعكاز" المكلف بالمديرية العامة للمراسم، مما أدى إلى إقالته، وقائمة العائلة المحترمة جدا ما تزال طويلة. العجيب في الأمر، أن هؤلاء القوم؛ ورغم أن بيوتهم أهون من بيت العنكبوت، يصفون المملكة المغربية الشريفة بمملكة الرذيلة، ويطعنون في النسب الشريف لمولانا أمير المؤمنين، دام له العز والتمكين؛ وصدق فيهم المتنبي قوله: إذا أتـتك مذمتي من ناقص *** فذاك الشهادة بأني كامل.