الدكتورة نورة بنيحيي

تقديم : الدكتورة نورة بنيحيي تعد الحصبة من الأمراض الفيروسية التي تُصيب الأطفال بشكل رئيسي، وقد تتسبب في مضاعفات صحية خطيرة في بعض الحالات. في هذه الحلقة الأخيرة من سلسلتنا عن الحصبة، سنتناول سبل الوقاية، مجموعات الخطر، بالإضافة إلى طرق العلاج المتاحة.

أولاً: الوقاية من الحصبة

التطعيم ضد الحصبة: يُعد التطعيم من أفضل الوسائل المتاحة للوقاية من الحصبة. يُنصح بتطعيم الأطفال في عمر 9 و18 شهراً، حيث يقلل هذا التطعيم من خطر الإصابة بالمرض بنسبة تتراوح بين 90% و95%. غسل اليدين بالماء والصابون: يعد غسل اليدين بانتظام، خاصةً بعد السعال أو العطس، من الطرق الفعّالة للحد من انتشار الفيروس. ارتداء الكمامة في الأماكن العامة: إذا كنت مصابًا بالحصبة، يجب عليك ارتداء الكمامة للحد من انتقال العدوى إلى الآخرين. تجنب الاختلاط مع الأشخاص المصابين: ينبغي تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بالحصبة للوقاية من العدوى. تنظيف وتعقيم الأسطح: من المهم تنظيف وتعقيم الأسطح التي قد يلمسها الأشخاص المصابون بالحصبة لتقليل فرص انتقال الفيروس.

ثانيًا: مجموعات الخطر

الأطفال غير المطعمين: الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم ضد الحصبة هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة: الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض القلب هم أكثر عرضة للإصابة بالحصبة. الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة: الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة، مثل الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، هم الأكثر عرضة للإصابة بالحصبة.

ثالثًا: علاج الحصبة

لا يوجد علاج محدد للحصبة، حيث يعتمد العلاج على تخفيف الأعراض والوقاية من المضاعفات. ومن أبرز طرق العلاج: الباراسيتامول: يُستخدم الباراسيتامول لتخفيض الحرارة وتهدئة التهاب الحلق. المضادات الحيوية: لا تُستخدم المضادات الحيوية لعلاج الحصبة، حيث أنها لا تؤثر على الفيروسات. ومع ذلك، قد تُستخدم المضادات الحيوية في حالات معينة، مثل ظهور مضاعفات كالالتهاب الرئوي أو التهاب الأذن الوسطى. الراحة: من الضروري أن يحصل المريض على قسط كافٍ من الراحة لتسريع عملية الشفاء. السوائل: يجب على المريض شرب كميات كافية من السوائل لتجنب الجفاف. الغذاء السليم: التغذية السليمة ضرورية لتعزيز عملية الشفاء والوقاية من المضاعفات. العلاج بالأوكسجين: يُستخدم العلاج بالأوكسجين في حال حدوث مضاعفات مثل التهاب الرئوي. الفيتامين "أ": يُعتبر الفيتامين "أ" من البروتوكولات العلاجية الفعّالة، خصوصًا لدى الأطفال المصابين بالحصبة. فهو يعزز الجهاز المناعي ويساعد الجسم على مقاومة العدوى. بالإضافة إلى ذلك، يقلل الفيتامين "أ" من شدة الأعراض مثل الحمى والتهاب الحلق، ويقلل من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الأذن الوسطى. الجرعة الموصى بها من الفيتامين "أ": للأطفال تحت سن السنة: 100,000 وحدة دولية (IU) يوميًا لمدة يومين متتاليين. للأطفال فوق سن السنة: 200,000 وحدة دولية (IU) يوميًا لمدة يومين متتاليين. إن الحصبة مرض يمكن الوقاية منه بسهولة عبر التطعيم، ويجب على الجميع أن يكونوا على وعي تام بالوسائل الوقائية المتاحة لتجنب الإصابة به. كما أن العلاج الفعّال يعتمد على تدابير تخفيف الأعراض والرعاية الصحية المناسبة.