أمير المؤمنين الملك محمد السادس

الكاتب: رزقي الشرقاوي شيخ الطريقة الرزاقية القادرية التصوف هو الفقه في أحوال القلوب، ومقامات العبودية فيه تقوم على معاني الحكمة والتيسير والرحمة. ومن أعظم معاني العيد عند أهل الله أنه يوم للتجلي والتواصل والتقرب إلى الله بحقائق الإيمان قبل مظاهر العادة. فالعيد ليس فقط شعيرة ظاهرة، بل هو مقامٌ روحي تُحيا فيه القلوب بذكر الله والشكر على نعمه، وصلة الأرحام، والتوسعة على الخلق. وقد درج السادة الصوفية على النظر إلى جوهر الأمور، وتقديم الحكمة على العادة، امتثالًا لقوله تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج، ولما كان العيد في جوهره هو فرحٌ بالطاعة وقربٌ من الله، فإن حقيقة الأضحية ليست في الذبح ذاته، بل في نية التقرب والخضوع لأمر الله، كما جاء في قوله تعالى: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم. وفي هذا السياق، نستقبل عيد الأضحى هذه السنة بنفس مطمئنة، راجين الله أن يكتب الأجر والثواب لمن نوى الأضحية ولم يستطع، مستحضرين أن جوهر العيد هو الرحمة والتآخي والتعبد، وليس مجرد الشعائر الظاهرة. وإننا، في الطريقة القادرية الرازقية المباركة، نغتنم هذه المناسبة لرفع أكف الضراعة إلى الله أن يحفظ هذا البلد الأمين، ويبارك في قيادته الحكيمة، أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الساهر على مصلحة شعبه، ويرزق شعبه من واسع فضله، وييسر الخير لكل أبنائه. كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.