
هبة بريس ـ الدار البيضاء
يشهد شهر رمضان إقبالا كبيرا من الآباء على تسجيل أبنائهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم بالمساجد، سعيا منهم لغرس القيم الدينية وتعزيز صلة الأطفال بالكتاب الكريم في هذا الشهر الفضيل.
ويعتبر كثير من الأسر المغربية أن تعليم القرآن وتجويده خلال رمضان فرصة ذهبية للاستفادة من الأجواء الروحانية التي تميز هذه الفترة، حيث يكون الأطفال أكثر استعدادا للالتزام والمثابرة بفضل تشجيع الآباء وتحفيزهم المستمر.
وتأتي هذه الدينامية في إطار البرنامج الذي أطلقته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والذي يهدف إلى تعليم وتحفيظ القرآن للأطفال داخل المساجد، من خلال دروس منظمة يشرف عليها فقهاء وأساتذة مختصون.
و يركز البرنامج على تمكين الأطفال من إتقان قواعد التجويد، وحفظ أكبر قدر ممكن من الآيات القرآنية، إضافة إلى تعليمهم مبادئ الأخلاق الإسلامية المستمدة من القرآن والسنة، مما يساهم في بناء شخصياتهم على أسس دينية سليمة.
وبفضل هذا الإقبال، تتحول المساجد إلى فضاءات نابضة بالحياة والتعلم، حيث يجتمع الأطفال في جو من التنافس الإيجابي، مدفوعين برغبة تحقيق مستويات متقدمة في الحفظ والتجويد.
كما يحرص بعض الآباء على تقديم مكافآت لأبنائهم لتحفيزهم، سواء عبر الهدايا الرمزية أو الاحتفاء بهم داخل الأسرة، وهو ما يعزز لديهم حب القرآن ويدفعهم للاستمرار في تعلمه حتى بعد انتهاء شهر رمضان.
ورغم النجاح الذي يحققه هذا البرنامج، يطالب بعض المهتمين بضرورة توسيعه ليشمل فترات ما بعد رمضان، حتى لا يقتصر حفظ القرآن على موسم واحد فقط، مع توفير إمكانيات إضافية للفقهاء والمحفظين لضمان استمرارية هذا الجهد التربوي.
كما يقترح البعض دمج تقنيات حديثة في التعليم، مثل التطبيقات الرقمية والمنصات الإلكترونية، لتعزيز تجربة التعلم وجذب الأطفال بطرق تتماشى مع اهتماماتهم العصرية.