
طارق عبلا من هولندا
في أجواء يملؤها الحب والتآخي، نظمت الجمعوية المغربية النشيطة مليكة زعبول إفطارا رمضانيا فريدا من نوعه في مدينة فيرت الهولندية، حيث جمعت حول مائدة واحدة مغاربة وهولنديين، مسلمين وغير مسلمين، في رسالة قوية تعكس قيم التعايش والانفتاح.
مليكة زعبول من الشخصيات المغربية البارزة في مدينة فيرت الهولندية، حيث كرّست حياتها للعمل الاجتماعي والتطوعي، سواء من خلال عملها كممرضة أطفال في مستشفى St. Jans Gasthuis أو عبر أنشطتها الجمعوية التي تهدف إلى تعزيز التعايش بين مختلف مكونات المجتمع
يأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه هولندا تحديات متعلقة بالتنوع والاندماج، خصوصًا بعد الأحداث الأخيرة في أمستردام وما تبعها من تداعيات سياسية واستقالات بارزة. وفي ظل تصاعد خطاب التفرقة والعنصرية، جاء هذا الإفطار ليؤكد أن المجتمع الهولندي، بمختلف مكوناته، قادر على تجاوز الخلافات وبناء جسور التواصل.
شهدت الأمسية حضورا رسميا بارزا، حيث كانت القنصلية المغربية في دن بوش ممثلة في شخص القنصل المساعد، الحاجة سميرة مفيق، مرفوقة برؤساء الأقسام ومسؤولين آخرين من القنصلية العامة. كما حضر الحدث شخصيات هولندية رفيعة المستوى، من بينها والي الجهة وعمدة المدينة، إضافة إلى عدد من الوجوه البارزة في المجتمع الهولندي.
تزامن الحدث مع اليوم العالمي للمرأة، مما أضفى عليه بعدًا إضافيا، حيث تم تكريم مجموعة من النساء المغربيات الناشطات في العمل الخيري والتضامني. وكانت اللحظة الأكثر تأثيرا عندما تم الاحتفاء بإحدى سيدات الجالية المغربية من الجيل الأول، التي كرست حياتها للعمل الاجتماعي ومساعدة المسنين والأطفال. غالبتها الدموع وهي تستمع إلى كلمات التقدير التي قيلت في حقها، ما يعكس المكانة التي تحظى بها بين أبناء الجالية والمجتمع الهولندي على حد سواء.
هذا اللقاء لم يكن مجرد إفطار رمضاني، بل كان نموذجا يحتذى به في تعزيز الحوار والتعايش المشترك، وهو ما يجعل مثل هذه المبادرات ضرورية في ظل التحديات التي تواجهها الجاليات المسلمة في أوروبا. والرسالة الأبرز التي خرج بها الحاضرون هي أن التضامن والتقارب الإنساني أقوى من أي محاولات تفرقة، وأن روح رمضان يمكن أن تكون جسرا للتواصل بين الثقافات المختلفة.
بفضل جهود مليكة الدؤوبة، لم تقتصر مساهمتها على المجال الصحي فحسب، بل امتدت أيضًا إلى دعم الجالية المسلمة في هولندا. ومن بين أبرز إنجازاتها، كان لها دور كبير في إنشاء مسجد داخل المستشفى، مما وفر للمرضى والزائرين المسلمين مكانا للصلاة، وهو ما يعكس التزامها بضمان بيئة شاملة تحترم التنوع الديني والثقافي.
إن بصمة مليكة زعبول واضحة في المجتمع المحلي، حيث تسعى دائما لخلق مبادرات تجمع بين الهولنديين والمغاربة، المسلمين وغير المسلمين، لتعزيز روح التضامن والتعايش. ويأتي تنظيمها لهذا الإفطار الرمضاني ليؤكد رؤيتها بأن الحوار والتقارب الإنساني هما المفتاح لبناء مجتمع أكثر انسجامًا وعدالة.
هبة بريس كانت حاضرة وتنقل لكم هذه الأجواء الفريدة في الروبوتاج التالي
https://youtu.be/LEY302VdGC0