كلامكم/متابعة تحول الملتقى الثاني للتنمية السياحية، الذي يُنظم في قاعة الاجتماعات بجليز بمناسبة اختيار مراكش عاصمة للثقافة الإسلامية، إلى ساحة مواجهة ساخنة بعد عرض شريط ترويجي يعرف للمتحف المصري من إنتاج شركة أمريكية، تضمن خريطة مبتورة للمغرب تم اجتزاؤها من صحرائه. لم تمر الواقعة مرور الكرام، حيث بادر عدد من المغاربة الحاضرين إلى التدخل بقوة لوقف العرض. تعالت الاحتجاجات من داخل القاعة، وارتفعت أصوات تنادي بضرورة احترام الوحدة الترابية للمملكة. وعبّر المتدخلون عن استيائهم الشديد من هذا الخطأ الجسيم، مطالبين باعتذار فوري وتصحيح الفعل الذي وصفوه بأنه مسيء ومرفوض. انسحب عدد من الحاضرين المغاربة تعبيرًا عن غضبهم الشديد، في حين أصر آخرون على استكمال الموقف بالدفاع عن القضية الوطنية. ولولا تحركات هؤلاء، التي اتسمت بالصرامة، لربما خرجت الأمور عن السيطرة، حيث أظهروا حسًا وطنيًا عاليًا في التصدي لأي محاولة لتجاهل أو إنكار مغربية الصحراء. الواقعة أثارت نقاشًا واسعًا حول دور المنظمين في مراقبة المحتويات المعروضة خلال الفعاليات الدولية، خاصة في بلد تُعد فيه الوحدة الترابية خطًا أحمر. ومثل هذا التدخل الحاسم من المغاربة يعكس مدى وعيهم وحرصهم على الدفاع عن القضايا الوطنية في أي مناسبة وأمام أي جهة. يتوجب على الشركات الأجنبية التي تشارك في مثل هذه الفعاليات أن تراعي حساسيات البلد المضيف، وألا تقع في أخطاء تسيء إلى رموزه وسيادته. الحادثة تركت انطباعًا واضحًا بأن المغاربة، أينما وجدوا، لن يترددوا في التدخل بقوة ضد أي محاولة لتشويه حقائقهم الوطنية.