خديجة العروسي في خطوة تصعيدية، قرر سائقو سيارات النقل المدرسي بالجماعة الترابية تسلطانت الدخول في إضراب مفتوح عن العمل ابتداءً من يوم غد الأربعاء، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”تجاهل السلطات المحلية والمسؤولين لمطالبهم المشروعة”. يأتي هذا القرار ليزيد من حدة التوتر في المنطقة، حيث يعتمد مئات التلاميذ على هذه الخدمة للوصول إلى مدارسهم. يشكو السائقون من ظروف عمل “غير إنسانية”، تشمل ضعف الأجور وغياب الحماية الاجتماعية والصحية، إلى جانب عدم تعويضهم عن الارتفاع المتزايد في تكاليف الوقود والصيانة. كما عبروا عن استيائهم من تجاهل الجهات الوصية لمطالبهم المتكررة بتحسين وضعيتهم المهنية، رغم أن خدمة النقل المدرسي تمثل شريانًا أساسيًا لتلاميذ المنطقة. معاناة التلاميذ وأولياء الأمور من جهة أخرى، عبّر أولياء أمور التلاميذ عن قلقهم البالغ إزاء تأثير الإضراب على دراسة أبنائهم. فبدون النقل المدرسي، سيضطر العديد من التلاميذ إلى قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام للوصول إلى مدارسهم، ما قد يؤدي إلى تراجع في حضورهم المدرسي. وأكد أحد الآباء أن “النقل المدرسي ليس رفاهية، بل هو حق أساسي لتأمين التعليم لأبنائنا”. دعوات للتدخل العاجل يطالب السائقون بتدخل عاجل من السلطات المحلية وعلى رأسهم فريد شوراق والي جهة مراكش اسفي، لإيجاد حلول فعالة ودائمة لهذه الأزمة. وأكدوا أنهم لن يعودوا إلى العمل إلا بعد تحقيق مطالبهم بشكل واضح وملموس. في المقابل، تخشى الساكنة أن يؤدي استمرار الإضراب إلى مزيد من الاحتقان في المنطقة، لا سيما مع اقتراب الامتحانات الفصلية. هل من حل في الأفق؟ مع بدء الإضراب غدًا، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى استجابة الجهات المسؤولة لمطالب السائقين، وما إذا كان بالإمكان احتواء الأزمة سريعًا لتجنب التأثير السلبي على مسار التلاميذ الدراسي. فهذه الأزمة تعكس تحديًا كبيرًا في ضمان استمرارية خدمة أساسية في ظل ظروف مهنية تتطلب إعادة النظر. الإضراب المفتوح لسائقي النقل المدرسي بتسلطانت ليس مجرد احتجاج، بل هو جرس إنذار للسلطات بأهمية معالجة المشاكل العالقة بجماعة تسلطاتت ومن ضمنها تأمين الحق في التعليم دون انقطاع.