طارق أعراب في أجواء مفعمة بالحزن والأسى، ودّعت مدينة مراكش اليوم أحد أبناءها الأبرار، ضابط القوات الجوية الملكية المرحوم عمر فتحي، الذي قضى نحبه إثر حادث مأساوي لتحطم طائرة عسكرية تدريب من طراز “دا 42″، مخصصة لتكوين الطيارين، بداخل القاعدة الجوية ببنسليمان، مباشرة بعد إقلاعها، مما أسفر عن وفاته ، رفقة العقيد محمد مختاري. الجثمان وصل صباح اليوم إلى حي تلاغت، حيث سادت حالة من الحزن بين أفراد أسرته وأصدقائه وزملائه، الذين عبّروا عن ألمهم لفقدان هذا الرجل الذي كرّس حياته لخدمة الوطن. وقد تمت صلاة الجنازة عليه بعد صلاة الجمعة في مسجد حي تلاغت، في النخيل الجنوبي، حيث اجتمع أهله والرفاق لتشييع الفقيد في موكب جنائزي مهيب. وتمت عملية الدفن بعد الزوال في مقبرة سفياني الواقعة في تلاغت. المرحوم عمر فتحي كان نموذجاً في الالتزام والانضباط، عرف عنه شجاعته وإخلاصه في أداء واجبه الوطني. وقد ترك أثراً طيباً في نفوس كل من عرفوه. هذا الحادث المأساوي الذي أودى بحياته يشكّل لحظة صعبة لعائلته الصغيرة والكبيرة، ولزملائه في القوات المسلحة الملكية، الذين عبّروا عن فخرهم واعتزازهم بما قدّمه الراحل من تضحيات. بفقدان عمر فتحي، يخسر الوطن أحد أبطاله الذين لا يتوانون عن تقديم أرواحهم دفاعاً عن أمنه واستقراره. رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.