خديجة العروسي في مشهد يثير القلق، أصبحت رؤوس التلاميذ والتلميذات في مدارس مراكش، سواء العمومية أو الخاصة، مرتعًا للقمل والصيبان، مما حول الظاهرة إلى أزمة صحية واجتماعية تُنذر بعواقب خطيرة إذا استمر الإهمال. انتشار مقلق في صمت في غياب التدخلات الضرورية، تتفشى هذه الآفة الصحية بشكل سريع بين الأطفال، وسط فصول مكتظة وأجواء ينعدم فيها التوعية والمراقبة الصحية. العديد من الأسر تعيش حالة استنفار دائم نتيجة الاكتشاف المتكرر لإصابات أبنائها، بينما تبقى المؤسسات التعليمية عاجزة عن اتخاذ تدابير حازمة وفعالة. من المسؤول؟ يرجع الخبراء انتشار هذه الظاهرة إلى عوامل عديدة، أبرزها: غياب برامج طبية دورية في المدارس للكشف عن الأمراض الطفيلية. ضعف التوعية الصحية بين التلاميذ وأسرهم. الظروف الاجتماعية التي تحول دون قدرة بعض الأسر على توفير مستلزمات النظافة الشخصية. اكتظاظ الفصول، مما يُسهل انتقال العدوى بسرعة كبيرة. أسر تئن ومدارس متخاذلة تعبر العديد من الأسر عن استيائها من عدم تعامل المدارس بجدية مع هذه المشكلة، حيث يعتمد الأمر غالبًا على جهود فردية من أولياء الأمور، بينما تغيب الخطط الجماعية لمواجهة هذا التحدي الصحي. بعض الآباء يشيرون إلى أن القمل والصيبان لم يعد مجرد مشكلة نظافة، بل هو نتيجة مباشرة للإهمال العام وضعف البنية التحتية الصحية داخل المؤسسات التعليمية. إجراءات عاجلة أم أزمة مستمرة؟ للخروج من هذا المأزق الصحي، تُطالب الأسر والجمعيات المدنية بما يلي: إطلاق حملات كشف وعلاج مجانية في جميع مدارس مراكش. توفير مستلزمات النظافة الشخصية للتلاميذ المحتاجين. تنظيم ورشات توعوية دورية تستهدف التلاميذ وأولياء أمورهم. فرض رقابة صحية صارمة داخل المؤسسات التعليمية، بالتنسيق بين وزارتي الصحة والتعليم. كارثة تستوجب تدخلًا فوريًا السكوت عن هذه الكارثة الصحية يعني تعريض الآلاف من التلاميذ لخطر مستمر، ليس فقط على مستوى صحتهم الجسدية، بل أيضًا على مستوى نفسيتهم وثقتهم بأنفسهم، خاصة في مراحل عمرية حساسة. مراكش، التي تُعرف بجمالها السياحي، تواجه الآن اختبارًا حقيقيًا للحفاظ على سلامة أبنائها داخل مدارسها. فهل ستتحرك الجهات المعنية قبل فوات الأوان، أم سيبقى القمل والصيبان عنوانًا يوميًا لمعاناة التلاميذ؟