حكيم شيبوب/ تصوير: ف. طرومبتي شهدت مدينة مراكش يوم أمس، وقفة احتجاجية نظّمها العشرات من المرشدين السياحيين غير المرخصين أمام مقر مندوبية السياحة بمنطقة جليز. هذه الخطوة تأتي في إطار مطالبهم المتكررة لإنصافهم وتسوية أوضاعهم القانونية والاجتماعية، وسط مناخ من التوتر بين هذا الفئة والجهات المسؤولة. المرشدون المحتجون عبّروا عن استيائهم من “الإقصاء والتهميش” الذي يقولون إنهم يعانون منه، رغم أنهم يساهمون بشكل كبير في القطاع السياحي المحلي الذي يُعتبر أحد أعمدة الاقتصاد الوطني. ورفع المشاركون في الوقفة شعارات تطالب بإدماجهم في المنظومة الرسمية للمرشدين السياحيين، مع توفير دورات تدريبية وشهادات تأهيل تمكنهم من العمل في إطار قانوني. مطالب بالاعتراف والدعم أكد عدد من المحتجين أن الوضع الراهن يجعلهم عرضة للملاحقة القانونية والغرامات، في وقت يعتمد فيه كثير منهم على هذا النشاط كمصدر رزق وحيد. وطالبوا الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة السياحة، بإيجاد حلول مستدامة لتقنين وضعيتهم، بما يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية لهم ولزملائهم في القطاع. أحد المشاركين في الوقفة قال في تصريح صحفي: “نحن لسنا ضد التنظيم، بل على العكس، نريد أن نحصل على التراخيص اللازمة لنتمكن من العمل بشرف ودون مضايقات. ولكن يجب أن تُراعى ظروفنا ونُمنح فرصاً عادلة.” ردود الجهات المعنية رغم عدم صدور أي بيان رسمي من مندوبية السياحة بمراكش، تشير مصادر إلى أن الوزارة تدرس منذ مدة سبل التعامل مع ملف المرشدين غير المرخصين، إلا أن تنفيذ أي قرارات بهذا الشأن ما زال متعثراً بسبب تعقيدات إدارية وقانونية. سياحة مراكش في مفترق الطرق تعد مدينة مراكش من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، حيث تستقطب ملايين الزوار سنوياً. ومع ذلك، يعاني القطاع من تحديات كثيرة، من بينها وجود فئات كبيرة من العاملين غير المهيكلين، مما يشكل عائقاً أمام تطوير منظومة سياحية مستدامة وعادلة. المرشدون السياحيون غير المرخصين يأملون أن تكون وقفتهم الاحتجاجية الأخيرة بداية لحوار جاد ومسؤول مع السلطات، يفضي إلى حل يُنصفهم ويُعزز من مكانة القطاع السياحي كرافعة اقتصادية واجتماعية للمدينة الحمراء.