خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي يقف ضريح سيدي عبد الله غياث، الواقع في منطقة الحوز، شاهدًا على جزء مهم من التاريخ الروحي والثقافي للمنطقة، لكنه اليوم يعاني من تدهور ملحوظ وتجاهل يدعو إلى القلق. هذا المعلم الذي كان يمثل نقطة جذب للزوار والباحثين عن البركة والسكينة، أصبح يعكس صورة من الإهمال التي تهدد بضياع جزء من هوية المنطقة. تاريخ عريق يواجه النسيان يعود تاريخ ضريح سيدي عبد الله غياث إلى قرون مضت، حيث ارتبط بشخصية ذات رمزية دينية وروحية كبيرة في المغرب. وعلى مر السنوات، تحول المكان إلى محج للزوار من مختلف أنحاء المملكة. كان الضريح يمثل ملتقى يجمع بين البعد الروحي والثقافي، ما جعله رمزًا للتاريخ المشترك بين سكان المنطقة. لكن مع مرور الوقت، طالت الضريح مظاهر الإهمال التي تجلت في عدة أوجه، منها: التدهور المعماري: تعرض البنية التحتية للضريح لتشققات وانهيارات في بعض أجزائه، نتيجة غياب أعمال الصيانة الدورية. انعدام النظافة: تحول محيط الضريح إلى مكان تنتشر فيه الأوساخ والنفايات، مما يسيء إلى المكانة الروحية للمعلم. إهمال محيطه الطبيعي: تراجع جمالية المحيط الذي كان يضيف رونقًا خاصًا للضريح، نتيجة لغياب التشجير والتنظيم. سكان المنطقة ومحبّو هذا المعلم يعبرون عن استيائهم من الوضع الحالي، مطالبين الجهات المعنية، من سلطات محلية ووزارة الثقافة، بالتدخل العاجل لترميم الضريح والحفاظ عليه. ويشير بعضهم إلى ضرورة إدراج الضريح ضمن برامج التأهيل الثقافي، مؤكدين أن الإهمال الحالي لا يليق بمعلم يحمل إرثًا كبيرًا، باعتبار أن الضريح فقط مكانًا روحيًا، بل يمكن أن يكون رافعة للتنمية المحلية. فمن خلال إعادة تأهيله، يمكن تحويله إلى نقطة جذب سياحي تساهم في تحسين أوضاع المنطقة اقتصاديًا. وقد أظهرت تجارب سابقة أن مثل هذه المعالم تعزز من إشعاع الهوية الثقافية وتخلق فرص عمل جديدة. إن ضريح سيدي عبد الله غياث ليس مجرد بناء تاريخي، بل هو رمز يعبر عن هوية المنطقة وتاريخها. الحفاظ عليه هو مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف جهود الدولة والمجتمع المدني. وما لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة، فإن هذا الإرث قد يتلاشى، تاركًا وراءه فراغًا في الذاكرة الجماعية للأجيال القادمة. فهل تستجيب الجهات المعنية لنداءات سكان الحوز؟ أم يبقى الضريح شاهدًا على الإهمال الذي يهدد تاريخنا المشترك؟