متابعة / نورالدين بازين يشكل فضاء أغرغر الترفيهي، الذي يقع بجوار غابة أفورار بإقليم أزيلال، مثالاً صارخاً على المشاريع التنموية التي بقيت حبيسة الجمود والتهميش. فبعد مرور أكثر من سنتين على إغلاقه دون أي تقدم يُذكر في الأشغال، تحول هذا الفضاء إلى معلم مهجور يُثير خيبة أمل ساكنة أفورار وزوار المنطقة. المشروع، الذي بلغت تكلفته الإجمالية 12,197,508 دراهم، كان مبرمجاً للإنجاز في مدة زمنية لا تتجاوز 12 شهراً. ومع ذلك، فإن الفضاء لم يُكتب له أن يرى النور في الموعد المحدد، وظل مغلقاً رغم أهمية موقعه ومكوناته، مما يعكس غياب تخطيط محكم ومتابعة صارمة لتنفيذ الأشغال. يعاني القطاع السياحي في أفورار من جمود حاد، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى مشاريع ترفيهية جاذبة للسياح. الموقع الاستراتيجي للفضاء بجوار غابة أفورار كان يؤهله ليكون نقطة استقطاب هامة، خاصة مع مقومات المنطقة الطبيعية التي تجمع بين الجبال والمسطحات الخضراء. لكن غياب الاهتمام الحكومي والجهوي بالمشروع أفقد المنطقة فرصة اقتصادية وسياحية كبيرة. و رغم حجم الاستثمار الذي صُرف على الفضاء، إلا أن غياب المتابعة والصيانة جعله يفقد قيمته. الألعاب الترفيهية أصبحت متهالكة، والأكشاك فارغة ومهملة، وكأنها شاهد على هدر المال العام دون تحقيق الأهداف المرجوة. و يطالب السكان المحليون والمهتمون بالشأن السياحي في المنطقة بضرورة التحرك العاجل لإعادة تأهيل الفضاء الترفيهي وفتح أبوابه أمام العموم. كما يدعون إلى محاسبة المسؤولين عن التأخير والإهمال الذي أدى إلى تدهور المشروع، وإعادة النظر في استراتيجية تنمية السياحة بأفورار ومحيطها. إن إنعاش فضاء أغرغر الترفيهي لا يمثل فقط حلاً لمشكلة محلية، بل هو خطوة نحو تنشيط السياحة بإقليم أزيلال بشكل عام، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي لطالما انتظرها سكان المنطقة. فهل سيكون هناك تحرك جاد لإنقاذ هذا المشروع قبل أن يتحول إلى أطلال أخرى منسية؟