نورالدين بازين تعتبر الحصيلة السنوية للإدارة العامة للأمن الوطني محطة مهمة في مسار المؤسسة الأمنية بالمغرب، فمن خلال هذه العملية، يتم تسليط الضوء على الإنجازات والتحديات التي واجهتها الإدارة خلال العام، ما يعكس التزامها بالشفافية والتواصل المستمر مع المواطنين. هذه الممارسة ليست فقط إجراءً روتينيًا بل تشكل أيضًا أداة استراتيجية لتعزيز العلاقة بين المؤسسة الأمنية والمجتمع. في سياق التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة، أصبحت الشفافية مطلبًا أساسيًا لتعزيز ثقة المواطنين في المؤسسات العامة، فتقديم الحصيلة السنوية يتيح للإدارة العامة للأمن الوطني مشاركة الرأي العام بالمعلومات المتعلقة بأدائها، من حيث العمليات الأمنية الكبرى، مكافحة الجريمة، حماية الأفراد والممتلكات، وإدارة الكوارث. هذا النهج يعكس التزام المؤسسة بمبدأ الشفافية، الذي يعد أحد ركائز الحكامة الجيدة، كما يضعها أمام مسؤولية مباشرة تجاه الشعب. و تُعد الحصيلة السنوية وسيلة فعّالة لتقييم الأداء الأمني. من خلال عرض الإحصائيات والمؤشرات، يتم قياس مدى نجاح الاستراتيجيات الأمنية المعتمدة، ومدى تحقيق الأهداف المسطرة، كما تتيح هذه الحصيلة للمسؤولين تحديد الثغرات والتحديات التي واجهتها المؤسسة، مما يساهم في تطوير الخطط المستقبلية وتحسين الأداء. و في عصر الإعلام الرقمي وانتشار الشائعات، يلعب تقديم الحصيلة السنوية دورًا حاسمًا في إبراز الحقائق، إذ تُمكن هذه الخطوة الإدارة العامة للأمن الوطني من توضيح الوضع الأمني الحقيقي، والرد على الأخبار المغلوطة التي قد تؤثر على صورة المؤسسة، و من خلال تقديم البيانات الدقيقة، يتم كسب ثقة المواطنين وتعزيز مصداقية الأجهزة الأمنية. إن تقديم الحصيلة السنوية يعزز العلاقة بين المواطن والأجهزة الأمنية، فعندما يدرك المواطن الجهود التي تبذلها المؤسسة لحمايته وضمان سلامته، فإنه يصبح أكثر تعاونًا ودعمًا لها. كما أن الشفافية في تقديم المعلومات تساهم في تقوية هذه العلاقة، مما ينعكس إيجابًا على السلم الاجتماعي. و لا يقتصر دور الحصيلة السنوية على المجتمع فقط، بل يمتد ليشمل العاملين في القطاع الأمني، فعرض الإنجازات والنجاحات المحققة خلال العام يمثل اعترافًا رسميًا بجهود رجال ونساء الأمن. هذا التقدير يعزز روح الانتماء والمثابرة لديهم، مما يساهم في رفع مستوى أدائهم المهني. و تمثل الحصيلة السنوية أيضًا نقطة انطلاق لوضع استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات الأمنية المتغيرة، و تحليل البيانات والإحصائيات المستخلصة من الحصيلة يتيح للمسؤولين وضع خطط متقدمة لمكافحة الجرائم، تحسين جودة الخدمات الأمنية، وتعزيز البنية التحتية للأمن. و من خلال تقديم الحصيلة السنوية، تؤكد الإدارة العامة للأمن الوطني التزامها بالمصلحة العامة. هذه الخطوة تعكس حرص المؤسسة على ضمان الأمن والاستقرار، وتلبية احتياجات المواطنين بشكل فعّال. كما تظهر استعدادها للمحاسبة والمساءلة، وهو ما يعزز صورتها كجهاز يخدم الوطن والمواطنين. و تتضمن الحصيلة السنوية عادةً مجموعة من المحاور الرئيسية، مثل، الإحصائيات الأمنية: عدد القضايا المعالجة، نسب الكشف عن الجرائم، وعدد الأشخاص الموقوفين، و العمليات الكبرى: أهم العمليات الأمنية التي تم تنفيذها خلال العام، مثل مكافحة المخدرات، الاتجار بالبشر، والإرهاب،إلى جانب المشاريع المستقبلية: المبادرات والخطط الجديدة لتحسين الخدمات الأمنية، التحديات: العقبات التي واجهتها الإدارة، وكيفية التعامل معها. للإشارة، إن تقديم الحصيلة السنوية للإدارة العامة للأمن الوطني لا يقتصر على كونه إجراءً تقنيًا أو إداريًا، بل يشكل ركيزة أساسية لتعزيز الأمن المستدام وبناء مجتمع واثق ومتكامل. من خلال هذه الخطوة، تعبر المؤسسة عن التزامها بخدمة الوطن والمواطن، وتؤكد دورها الحيوي في تحقيق الاستقرار والتنمية. إن استمرار هذا النهج يعكس رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الثقة، تحسين الأداء، وتطوير استراتيجيات فعّالة لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.