حكيم شيبوب لطالما شكل قسم التعمير بجماعة مراكش محورًا حيويًا في تحقيق التنمية الحضرية، غير أن هذا القسم كان يعاني لسنوات طويلة من تعقيدات بيروقراطية ومشاكل هيكلية عرقلت دوره الأساسي في مواكبة النمو السكاني والاقتصادي للمدينة. اليوم، وفي ظل قيادة الدكتور طارق حنيش، يبدو أن هذا القسم يشهد تحولات نوعية تدفعه نحو أفق جديد يعكس رؤية تنموية مستدامة. وقد عانى قسم التعمير بمراكش سابقا من عدة إشكاليات، أبرزها ضعف التخطيط الاستراتيجي وغياب الرقابة الفعالة، مما أدى إلى انتشار ظواهر مثل البناء العشوائي واحتلال الملك العمومي. بالإضافة إلى ذلك، افتقد القسم إلى التنسيق بين مختلف المصالح، مما تسبب في تعثر العديد من المشاريع الحيوية، سواء المتعلقة بالبنية التحتية أو بتطوير المجال الحضري. و تحت إدارة الدكتور طارق حنيش، اتجه القسم نحو تبني نهج جديد يعتمد على الابتكار والتنمية المستدامة. من أبرز ملامح هذه الرؤية، إعادة تنظيم الفضاء الحضري، حيث تم تحسين حركة المرور وتطوير المساحات العامة لتلبية احتياجات السكان، و تعزيز البنية التحتية، حيث شملت الجهود تحسين شبكات الطرق والمرافق العامة مع مراعاة المعايير البيئية وتعزيز الرقمنة من خلال تسريع الإجراءات الإدارية من خلال استخدام التكنولوجيا لتقليل البيروقراطية وزيادة الشفافية. إن نجاح القسم تجلى في العديد من المشاريع التي لاقت استحسان المواطنين، مثل إعادة تأهيل أحياء المدينة القديمة، تحسين محاور السير الرئيسية، وإطلاق مبادرات تعزز الاستدامة البيئية. هذه الجهود لم تكن فقط لتحسين جودة الحياة، بل أيضًا لتعزيز جاذبية مراكش كوجهة سياحية واستثمارية. و رغم الإنجازات، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه قسم التعمير. البناء العشوائي، الذي يتغذى على ضعف الرقابة في بعض المناطق، لا يزال يمثل عائقًا أمام تحقيق تنمية حضرية متكاملة. كذلك، تبرز الحاجة إلى تعزيز التعاون بين السلطات المحلية والمجتمع المدني لضمان استدامة المشاريع التنموية. و إذا استمر قسم التعمير في اتباع نهج الإصلاح الحالي، فإن مراكش تمتلك فرصة ذهبية لتكون نموذجًا حضريًا متكاملاً في المغرب. التركيز على دعم الابتكار، تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتوسيع نطاق المشاريع البيئية يمكن أن يساهم في تحويل المدينة إلى نموذج يحتذى به. وتؤكد مصادرنا أن قسم التعمير بجماعة مراكش قطع شوطًا مهمًا نحو تحقيق التحول الحضري، ولكن الاستدامة الحقيقية تتطلب رؤية طويلة الأمد وشراكة حقيقية بين القيادة والمواطنين، إذ نجاح الدكتور حنيش في هذا المسار يعتمد على قدرته على الموازنة بين الاستجابة لتحديات الحاضر والاستعداد لمتطلبات المستقبل، وهو ما سيحدد مكانة مراكش كمدينة أساطير وحداثة في آن واحد.