احتفت الساحة الأدبية والنقدية مؤخرا بصدور كتاب : (اتجاهات النقد الأدبي المعاصر في موريتانيا من السياق إلى النص ) تأليف : الدكتور محمد الحسن ولد محمد المصطفى أستاذ جامعات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط ، والمدير الأسبق المؤسس لمدرسة دكتوراه الآداب والعلوم الإنسانية . 

والكتاب يعرض لنشأة النقد الأدبي في موريتانيا ، تطوره ، واتجاهاته ، وخصوصيته، ومرجعياته في الحقب النقدية والثقافية العربية المختلفة، ومصادره في النقد الغربي.

و لاحظ المؤلف ان النقد الأدبي العربي الموريتاني نشأ في جذوره الأولى في القرن الثامن عشر بمصاقبة وموازاة مع الخطاب الشعري الإبداعي ، في بيئة عرفت ازدهارا ثقافيا وأدبيا استثنائيا زمانا ومكانا. وقد ظل طوال القرن التاسع عشر وبعضا من القرن العشرين متفاوتا بين إشارات وملاحظات جزئية وانطباعات عابرة، ومحاولات جادة للإبداع النقدي انطلاقا من ثقافة القوم، وتراكمها الفكري والأدبي. 

وتوقف الكاتب بتأن عند انطلاق تجارب التجديد في الادب الموريتاني ونقده بعيد الاستقلال مؤكدا أن قيام الدولة، والانفتاح على الوطن العربي والعالم من خلال البعثات العلمية والصحافة، ناهيك عن إنشاء مؤسسات التعليم العالي، وافتتاح المكتبات العامة قد فعلت الفعل الأكثر حسما في ميلاد النقد الحديث في موريتانيا، وتنوع مشاربه وتشعب تياراته، وتفاوت قيمته، وتراوحه بين نقد ينصب على الشعر - ظل يحظى بنصيب الأسد إلى قريب من عقد من الزمن- ونقد  ينشغل بالسرد اقتطع من سابقه مساحة لا بأس بها انعكاسا لتنامي تعاطي الأجناس السردية بين أوساط الكتاب والمتلقين، وإن على نحو لم يظهر بعد أنه يزاحم مكانة الشعر أو يقوضها تقويضا.

وقد صدر الكتاب عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( ألكسو) بتونس، هذه المنظمة العربية الثقافية والعلمية والتربوية العريقة التي شهدت ازدهارا كبيرا وديناميكية حقيقية في عهد مديرها العام الحالي البروفيسور محمد ولد أعمر الوزير الموريتاني السابق الكفء النزيه ، والأكاديمي القدير المعروف .

لقد عملت المنظمة خلال السنوات الماضية على تفعيل العمل العربي في مجالات الثقافة والتربية والتعليم العالي والبحث العلمي ، من خلال الأنشطة البحثية والمؤتمرات العلمية ، والنشر الثقافي والعلمي ، والتنسيق بين البلدان العربية في مجال برامج التربية والتعليم بمختلف مراحله ، و إنجاز المشروعات العلمية الإستراتيجية التي تخدم اللغة العربية بوصفها لغة عالمية ، كما تعمل على تعزيز التعاون العربي مع الهيئات النظيرة على المستوى العالمي في مجالات التربية والثقافة والعلوم.