لبنانُ إنَّ بكِ العَلياءَ تزدانُ 
فالفخر لبنانُ والتَارِيخُ لبنانُ

لبنانُ آهٍ علَى المجْدِ الذِي كتبتْ
في صفْحةِ الدَهْرِ عدنانٌ وقحْطانُ

لبنانُ لا تبْرَحي قَلْبي فَإنَّ بهِ 
شوْقاً كما أشتاقَ للخرقاءِ غيْلانُ 

أنتِ الجمالُ ولا يخْفى الجَمالُ ولوْ 
وارتْهٌ بالحُجْبِ أطْوارٌ وألوانٌ

أنتِ الخُلودُ بسِفْرِ الخَالِدِينَ فَلَا 
يَهُدُّ مَجْدَكِ مِنْ صِـهْــ .. ـيـونَ هَامَانُ

يَاصفْحَةَ العزِّ يَا إِلْياذَةً سَطَعَتْ
بِها الزمانُ تَجَلَى وهُوَ نَشْوانُ 

هُزِي إلَيكِ بجِذْعِ الشوق تلْتَقِطي
مِنَ الهَوَى رُطَباً فَالحب أغْصَانٌ
 
لبنانُ لُطْفاً بِقلْبٍ من محبتهَا
ريانُ لكِنَهُ بِالشَوْقِ ظَمْآنُ 

هواكِ فينَا قضَاء لا مرَد لهُ 
إنَّ المقَادِيرَ للأيامِ أَعوَانُ 

نبْكي عليكِ دماً في كُل نَاحية 
فالدمعُ حرَّان والقرطَاس هتَّانُ 

لكِ القلوبُ رحابٌ والشجونُ ربىً 
والعَين منزلةٌ والروح أوطَانُ 

أنتِ الكمَال الذي تمَّت معارجهُ 
"لكل شيءٍ إذَا مَا تمَّ نقصَانُ"

يا غارة اللـهِ إن العُربَ قد وهَنوا 
واللهِ ما هانَ قومٌ مثلَمَا هَانُوا 

لبنانُ يجتاحُهَا الأعداء ضاحيةً 
يسوسهَا اليوم حاخامٌ وشيطَان 

ولا حراكٌ ولا هول ولا قَوَدٌ 
كأنَّ فارسَ هذَا القطرِ سكرانُ

صُهيـ-ــونُ مغتصبٌ يجتاحُ ثانيةً
هل جاءَ تشرينُ أم هذَا حزِيرانُ؟ 

ألا تليقُ بلبنانٍ مقَــاومةٌ 
ألا يرِق منَ اجْل الشَّام إنسَانُ؟ 

أليس لبنانُ أهلا للحيَاة ألَا 
تبكِي لمصرعِه ذُهلٌ وشيبَانُ؟ 

الشامُ فوضى وما في الأرض من رَجُلٍ 
كُل الرجَالِ لهمْ في الجُبنِ سُهمَانُ

فَما لسيفِ ابن هندٍ في دمشقَ علىً 
ولا لحَمْدانَ في الشَّهبَاءِ شُهبَانُ
 
 لا الشامُ شامُ أمير المؤمنينَ ولا 
لبنَانُ عندَ اهتضَامِ العُربِ لبنَانُ

ولا جنودُ صلاح الدِّين حاملة
في القدسِ مشعل نصرٍ وهيَ تيجَانُ

ألا تنوح على بيروتَ نائحةّ 
من حيثُ ناحَ عليهَا الإنسُ وَالجَانُ؟ 

لكن غارة رب العرشِ تدركهَا
فهي الخَليل إِذا ما خانَ إخوانُ

غدا.. يؤوبُ إلى لبنان رونقُها 
ويعزف "النصرَ" في بيروتَ لحَّانُ 

ويورقُ الحبُّ في أنحائها وعلَى
صهيونُ طافَ من الرحمَان طوفَانُ

يا نار كوني علَى لبنانَ عافيةً 
يظِلها من ظِلالِ العرش رضوانُ

لبنان صومعَة في الغيب ساجدَةٌ
فيهَا تآزرَ عُبَّاد ورهبَانُ. 

عبد الرحمن النحوي