بسم الله الرحمن الرحيمْ،  والصلاة والسلام على نبيه الكريمْ، 

إلى فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني – حفظه الله ورعاه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإني أعزيكم، فخامة الرئيس، في فقد هذه القامة السامية، والشيخ الصالح العابد، عايش رجاء مطلق الحويان، أحد تلامذة الشيخ فلاح بن نصر الله أبي سلامة الحُنيطي، أحد مؤسسي الطريقة الغظفية في المملكة الأردنية الهاشمية، وهو آخر تلاميذه السبعة الذين كان لهم دور بارز في ترسيخ هذه الطريقة في الأردن.

ولتعزيتي لفخامتكم ثلاثة أسباب:

ا: أنكم رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وما أصابكم أصابنا، وما أهمكم أهمنا، إذ أنتم في موضع القيادة، وعلى عاتقكم مسؤولية الأمة وتطلعاتها.

ب: أن جدكم العارف بالله سيدي أحمد الكبير هو أحد أعظم مشايخ الطريقة الغظفية بعد مؤسسها الشيخ محمد الاغظف. فجميع أسانيد هذه الطريقة تتصل به عبر ابنه الشيخ محمد محمود الملقب “الخلف”. كما أن أجدادكم الكرام، بدءًا بأبيكم الشيخ محمد أحمد، فأبيه الشيخ سيد أحمد الغزواني، فجده الشيخ محمد محمود الخلف، فجده الشيخ سيدي أحمد الكبير، كلهم كانوا شيوخا بارزين لهذه الطريقة المباركة، ومن أعلامها المضيئين. ونحن، معاشرَ الصوفية، وإن تباعدت بنا الأقطار، فإننا بعضنا من بعض، تربطنا أواصر العهد، وتوحدنا أنوار الطريقة.

ج: ما ورد في الحديث الصحيح: “إِنَّ مِنْ أَبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ”. وقد كانت بين أجدادنا وأجدادكم مودة دينية وروحية عميقة، منها ما جاء في كتاب الطريقة الشاذلية الغظفية، عند ترجمة الشيخ سيد أحمد الغزواني (ص: 245):
“وكانت له كذلك صلات ببعض أعيان منطقة اترارزة، كالشيخ سيدي المختار ولد الشيخ سيديا في بتلميت، فقد كانت بينهما علاقات قوية، ملؤها التقدير والمودة، وتبادل الهدايا والتحف. وكانت الصلة قوية كذلك بين سيدي المختار ومحمد الأمين ولد سيدي البوصادي الغظفي، شيخ أهل آب يومئذ.” انتهى.
ولا يخفى على المتأمل أن هذه الطريقة المباركة كان لها أعلامها في كثير من البلاد الإسلامية، حيث نشرها رجال أفذاذ، وبذلوا جهدهم في إحيائها وترسيخها، ومنهم:
الشيخ محمد الأمين ولد زيني، الذي نشرها في ليبيا والشام، ثم ختم مسيرته في تركيا، حيث ترك هناك تلاميذ ساروا على دربه.
الشيخ محمد المختار ولد يوسف، الذي نشرها في بلاد الحرمين الشريفين، وكذلك تلميذه الشيخ محمد عالي ولد آفه الدليمي.
والشيخ أبو بكر بن ألفا كانْ، الذي أرسى دعائمها في مالي.
وغيرهم كثير، ممن تضيق هذه الرسالة عن حصرهم.
رحم الله الفقيد، وأبقى بعده من ينهض بأمر هذه الطريقة في الأردن، وحفظها الله تعـٰلى في موريتانيا كما كانت، منارةً يتلقى الناس منها، وأبقاها راسخةً في سائر بقاع البسيطة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وكتب الشيخ سيدي محمد الفخامة ولد الشيخ سيدي
بتاريخ الأربعاء 5 رمضان 1446 هجريا 
الموافق 5 مارس 2025 ميلاديا